يوما الأربعاء والخميس الموافقان ل 19 و 20 من يونيو الجاري أفرزها صراعاً للقوة العسكرية بين النخبة و التشكيلات العسكرية الأمنية المختلفة ، و قد برزت القوتان في خطاب النار والبارود مثيرتين المواطنين بالقلق والاضطراب والتوجس. صراع القوتين رافقه تحشيد مأربي إخواني قاصد خلق بؤرة صراع في شبوة هدفها إعادة ممارسات الاستقواء التي مورست في 94 و 2007 و 2015 ، تلك التي مازالت هواجسها تحتدم في نفوس الطامعين في ثروات الجنوب و خيراته. تلك القوة التي تأتمر بأمر علي بلسن أو علي شتاين الذي تعتلج في وهمه كوابيس السيطرة و القهقرة بين حال اليوم و ماضي الأمس ، و تأكل ظنونُه أحلامَه في ما جمع و ما سيجمع من ثروات الجنوب موظفا حثالاته العسكرية من المؤتمرين بأمره و المسبحين بحمده. لكن اليومين المشهودين قد لقنا رسله دروسا في الحدود و الردود و القيود ، و قد كانت النخبة الشبوانية بقلة عَددها و عُددها وصغر سن أفرادها أطواداً شاهقة كالجبال الشامخة التي تقذف حمم براكينها على أولئك المأجورين فتحيلهم إلى رماد تذروه الرياح. وبعد استعراض القوى الأمنية المأزومة بقادتها و قيمها و ممارساتها المرفوضة من جميع شرائح المجتمع ، و فشلها في ضبط الأمن ، وفشلها في الوقوف أمام النخبة الشبوانية الفتية في استفتاء القوة الفاعلة في ميزان الميدان القتالي ؛ سقطت رموزها جميعا . ولم يكتفِ أولئك بهذا ، و استجلبوا أقطاب الحلول الجاهزة ليعطوا هدنة أساسها المعلوم تحشيد قوى علي شتاين في المحافظة لاقتناص فرصة في غفلة كما يظنون ، و لكن تلك الخطط قد كُشفت ، و صار مآلها إلى الدرك الأسفل من الانحطاط الأخلاقي . واليوم ال 24 من يونيو تم الاستفتاء الشعبي والجماهيري الحاشد على أن أمن شبوة واستقرارها من أمن الجنوب بنخبة و مقاومته و أحزمته الأمنية و رجاله الأوفياء الصادقين والمخلصين لقضيته . اليوم ال 24 من يونيو يوم فاصل في تاريخ شبوة بإعلانها أن النخبة الشبوانية هي صمام أمان شبوة ، و أن التشكيلات النخبوية العسكرية من نخبة و مقاومة و حزام هي ذراع دولة الجنوب القادمة الرادع للأعداء. لقد نجحت دعوة التحشيد الجماهيري التي دعا إليها المجلس الانتقالي في شبوة و بحضور رئيس المجلس الانتقالي في حضرموت الدكتور محمد جعفر حسين ، و ممثلين من أبين وعدن والمهرة ، و هنا يكون الامتداد بالإقرار بحق الجنوب في خياراته السياسية والعسكرية التي ستحدد وجهة القادم بسيادته الوطنية النابعة من جذوره الشعبية الحقة.