أعزائي القراء لقد ملأتم وأنتم تتحدثون وتقرؤن مواضيع الفساد والفاسدين ما يخفى عليكم وأنتم تعلمون أن المناضلين الشرفاء في الأمس قد ثارو على الفاسدين واليوم هم يمارسون الفساد ومن دون خجل سئم المواطن وهو يطالب بحقوقه كمواطن ينتمي إلى هذا الوطن وناضل وناشد لعلا وعسى أن يأتي تغيير يحقق تطلعاتنا وينظر إلى طموحاتنا من باب مبدأ الاستحقاق والكفاءة ونرتقي إلى الأفضل. ولكن ما نشاهده اليوم هو أنه لا يوجد من يحتوي هذا الإنسان وظل غريب في وطنه واليوم هاهو الحاصل بأبشع الممارسات التي تقصي وتهمش أبناء الوطن كوادر وطنية وعقول نيرة مؤهلة تقودها وتتحكم بحقوقها عقليات خاربة وعديمي الفكر والثقافة والضمير أصبحوا قادة على أهل العلم والمعرفة والثقافة. أن ما يدور في ذهني هو اليأس وخيبة الأمل والإحباط وعدم الثقة في أي حكومة أو معارضة أو أي تيار حامل قضية مشكلتنا ليست بتوجيه الحكومة أو المعارضة مشكلتنا بالنفس البشرية التي تحمل الجين الوراثي الذي ينقل الصفات الوراثية وهي ( المحسوبية والإستحواذ) كم شكينا وبكينا من هذه الآفة في أنظمة سابقة مع العلم إنها كانت مجلببة حتى أنها لا تكاد أن ترى. أما اليوم فإن المحسوبية والإستحواذ في العلن ظاهرة ملبسة بفساتين شفافة وحلي مزهقة لا تخشى العيب والنقد أصبح الوطن مناصب مقسمة وحصص موزعة على أسرى وفاة محددة يختلفون ويتفقون يملكون ويحكمون يوظفون أهلهم وذويهم ومن أرادو فقط وغيرهم يتفرجون صابرين خانعين خوف يتكلمون ويعدمون. صدق من قال «الحرب مجزرة تدور بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض لحساب آخرين يعرفون بعضهم البعض ولا يقتلون بعضهم البعض».