حينما اخاطبك ناعتاً اياك بالذات الاخر، هذا لايعني انك منفصل عني، بل قد تكون ذاني انا او ذات صديقي او جاري، انت كل ذات ابينية الهوية والهوى، تربطني بها روح الانتماء لثرى هذة الارض الطيبة التي تدعى (ابين) اذن من اين نبدأ ، من معاناتك التي فاقت حد التحمل، ام من تحليل طبيعتك الصبور وروحك المكافحة، صدقني كم يحز في نفسي ماتعانيه، ولا إخفيك سرا ان اخبرتك كم إشغلتني معاناتك ، وإشغلني اكثر تحليل شخصيتك وتوصيف طبيعتك، فإنت في المجمل انسان بسيط مجبول على الفطرة، تتصرف علي سجيتك، لكن ظروف الحياة لم ترحمك وتصاريف الزمن لم تنصفك، على مر المراحل، كنت ضحية لطيبتك ، وحسن نواياك في خضم زمن لايرحم، لقد ظلمت كثيراً، وعلى مر المراحل كنت دوما ضحية، احياناً ضحية لنوايا وظلم الغرباء وضحية لظلم ذوي القربي احياناً كثيرة، بل ان مانالك من ظلم ذوي القربى كان اشد غضاضةً من ظلم الغرباء. هم قلة محسوبين عليك الا انه كان لهم نصيب مما نالك من اذى. تواطئوا في تدمير منزلك واجبروك على التشرد. وحين عدت ووقفت عاجزا قليل الحيلة امام اطلال مدينتك المدمرة، ومنزلك الآيل للسقوط، حينها واتتهم الفرصة لنصرتك ومد يد العون لك لكنهم وكعادتهم تخلوا عنك، بل لم يقف الامر عند هذا الحد، بل وصل الا ان يستغلوا معاناتك، وينهبوا حقوقك المستحقة بلا حياء ولا وجل، هؤلاء لازالوا يعزفوا لحنهم النشاز على وتر احزانك في كل مناسبة، لا ليواسوك بل ليستغلوا ماتعانيه للوصول الى تحقيق مصالحهم الشخصية، اصبحت ارضك حقل تجارب وساحات حروب تدار بالوكالة بين قوى متصارعة مجهولة النوايا والانتماء، ودوماً لازالت سياسة المراحل تصر على ان تجعلك تقف اما في التقاطع الخاطئ او في المربع الخاسر، انت بسيط ومحب للحق والتضحية وهذة حقيقتك على رغم انوفهم، لاتمتلك سوى مبادئك وقيمك، ليس لديك من متاع الحياة سوى راتبك الحكومي ان وجد وسواعدك السمراء، التي تهش بها على اطفالك الى جانب مأرب اخرى، لاتملك امتداد مهجري عابر للحدود والقارات تستند اليه اوقات الشح كغيركً، لاتجيد الخوض في غمار التجارة كالاخرين، وحتى عندما اردت ان تكون رعوي او مزارع لم تجد ماتملكة من جراب الارض وان وجدت، كانت امكاناتك ومواردك الشحيحة هي حجر عثرة في طريق ارادتك وتصميمك، وبرغم هذا الكم من التشاؤم، الا انك تذهل الجميع بصبرك وقوة تحملك، وبرغم مشاكلك وهمومك الا انك وتوافقاً مع المثل القائل ان شر البلية مايضحك هو انك محلل سياسي لايشق له غبار حينما تخوض غمار نقاش السياسة، ففي كل لحظة سليمانية تتصدر المقيل ، وتحلل وتجدالحلول لقضايا وملفات اقليمية وعالمية، برغم ان مشاكلك ومعاناتك لايحتملها اضخم ملف عالمي، لله درك، كم انت كبييير،! ملفات معاناةً متعددة، فلا اعمار ولا كهرباء ولاتامين صحي ولا معيشي ولا امني. انت فعلا طيب النوايا وبرغم كم المعاناة التي ترزح تحت وطئتها، وبرغم تعدد اشكالها الا ان احلامك بسيطة كبساطتك، فجل ماتحلم بة نسمة هواء عليلة تخفف عن كاهلك المتعرق حر الصيف الملتهب، ولكن وبرغم سهولة مطلبك الا انهم لازالوا يصرون على اللعب وفق طريقة 2/2 ، وبرغم عدم رضاك الا ان تلك الطريقة لم تسلم من القص والاقتصاص في اغلب الاوقات. ذاتي الاخر، في بالي الكثير والكثير من التساؤلات الحائرة هل ستاتي ليلة تنام فيها غرير العين من دون ان تتعايش مع هاجس الخوف من القادم، من المجهول الذي ينتظر اطفالك ؟ من هاجس الخوف من ان ينهار سقف منزلك المتهالك فوق راسك وراس اسرتك،؟ هاجس الخوف من معاناة قدوم الصيف اللاهب في ظل وضع كهربائي متدهور يعاني من عاهة مستديمة؟ اما آن الاوان ان تتخلص من وسواسك القسري المتمثل في حسابك الدائم والمرضي لثواني ودقائق ساعتي الانطفاء والتشغيل،؟ فعلا انها احلام بسيطة وقد تكون في نظر اخرين يعيشون في كوكب اخر غير الكوكب الذي تعيش فية مجرد احلام سخيفة، هؤلاء الاخرون الذين يحتفلون بمرور مائة عام على عدم انطفاء الكهرباء في كوكبهم البعيد، هم معذورون ان سخروا من احلامك البسيطة، وياليتهم يدركون انها احلامك الكبرى التي مضئ ولازال عمرك يمضي وانت تعيش على امل انتظار تحققها ، بل هي اقصى امانيك ومنتهى احلامك.