هدد "كولومبوس" الهنود الحمر بأنه سوف يسرق القمر إذا لم يمنحوه الطعام الذي يريده فلم يصدقوا ! انه قادر على تنفيذ تهديده ' كان يعلم ان خسوفا ًسيحصل ولما غاب القمر جاؤوا يتوسلون لإعادته وتعهدوا بتنفيذ اوامره. في الليلة التالية عاد القمر ! ربح الهنود طقوسهم الاحتفالية في القمر!! وخسروا قارة كاملة بثرواتها العملاقة ..... يبقى الجهل دائما اقوى سلاح قاتل يمكن من خلاله تمرير مشاريع واهداف مبطنة وان بدت للوهلة الاولى منجزات عظيمة بنظر المجتمعات المستهدفة تلك.. ففي الوقت الذي يرفع فيه سفاحو الوحدة اليمنية المغدورة شعار الحفاظ عليها واعتبارها الضامن الوحيد لأمن واستقرار البلد وربما الجوار ايضا، يكون هؤلاء بالفعل حينها قد اعدوا العدة ووضعوا الخطة التي تدفع مناؤيهم صوب تصديق شعاراتهم وتحذيراتهم المتعلقة بعدم ترك الوحدة والتوجه نحو فك الارتباط. فلطالما شاهدنا أصواتا مماثلة تهدد وتتوعد بسؤ المصير والخاتمة للجنوبيين ان هم ذهبوا في مشروعهم التحرري بعيدا عن مشروع الوحدة. مؤخرا عادت ذات النغمة بالتزامن مع احداث شبوة وقبلها حضرموت واليوم عدن. فالمتابع البسيط هنا سيجد كيف ان مواقف الشرعية والاحزاب المنضوية تحتها باتت تتماهى كلية بل وتصب في اتجاه واحد! وهو اما الوحدة والاستقرار، واما مشروعكم الانفصالي وما سيجلبه من فوضى ودمار .. وعلى طريقة كولومبوس! يبدو ان قوى الشمال التقليدية قد فخخت الجنوب مسبقا بادواتها المحلية وخططها الفوضوية،وهذا بات معلوما للجميع تقريبا، لكن يبقى السؤال الاهم هنا وهو! - هل سيجنح الجنوبيون لدعوات المشاريع الانتهازية ويذعنون لها مرة اخرى لتتكرر بعدها مأساة الاقصاء والتهميش؟ وبذا يتفوقون على الهنود الحمر في حقبة كولومبوس من حيث تعايشهم مع متلازمة الغباء المركب تلك؟ ام ان للجنوبيين اليوم رأيا آخر؟! طبعا السؤال موجه بدرجة رئيسية للجنوبيين المتذبذبين في خيارهم بين الوحدة او فك الارتباط، اما السواد الاعظم من الجنوبيين فقد قالوا كلمتهم سلفا في الساحات وفي الصفوف الامامية للجبهات ..