في 21 مايو 94 م أعلن الرئيس / على سالم البيض عن إعلان فك الارتباط بعد فشل مشروع الوحدة التي أقيمت بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وذلك بعد أن أعلن نظام صنعاء الحرب على الجنوب في 27 ابريل 94م وبعد أن زحفت جحافل القوات الشمالية صوب العاصمة الجنوبية عدن للقضاء على ما تبق من القوات العسكرية الجنوبية لغرض احتلال الجنوب بالقوة العسكرية وهو مأتم لها فعلا في 7 /7 /94 م حيث استطاعت القوات الشمالية الغاشمة من احتلال أراضي الجنوب بقوة السلاح والنار ليتم القضاء نهائيا على صورة الوحدة الاندماجية التي تمت بين البلدين في 22 مايو 90م وفي ذكرى إعلان فك الارتباط يجب أن لا نختلف في أحقية الاحتفال بهذه المناسبة عن ما سوها من المناسبات الجنوبية وان لا نضيع الوقت في تحليلات فلسفيه لا تسمن ولا تغن من جوع أو ندخل في جدال بيزنطي في صحة مناسبة ما عن غيرها والتي لا تقدم لقضيتنا الجنوبية العادلة غير التأخير عن تحقيق النصر ولأتزيد الشارع الجنوبي غير التمزيق والشتات ولأتزيد الطين إلا بله.
لقد أحيا الجنوبيون مناسبات جنوبيه سابقه بمظاهرات مليونية شهد لها العالم اجمع وسمع بها القاصي والداني وعلى نهج تلك المليونيات فأن جموع من الجماهير الغفيرة ستخرج للتظاهر في يوم 21 مايو(إعلان فك الارتباط) كعادته في جميع المناسبات الجنوبية دون تميز أو تفريق بين مناسبة عن غيرها ففي كل المناسبات فأن الهدف والغاية واحده ومشتركة بين الجميع وهي غاية التحرير والاستقلال .
أن تظاهر الجنوبيين في يوم 21 مايو عشية إعلان الوحدة اليمنية المغدوره تعبر عن انطباع كلي في رفض وحدة 22مايو 90م وأنها أي ( الوحدة اليمنية ) لم تعد مقبولة لدى الشارع الجنوبي لأنها لم تبق كما ولدت بل تشوهت بحروق ونيران الحرب التي دارت رحاها في مدن ومناطق الجنوب , لذا فأن يوم الوحدة المزعومة ينذر بالشؤم لدى الشعب الجنوبي عامة وقد يلجا الشعب في الجنوب لعصيان مدني شامل في يوم 22مايو للتعبير عن تأكيد الشعب الجنوبي إن وحدة 22مايو قد دفنت وفنيت إلى الأبد.
أن توقيت إعلان فك الارتباط على لسان السيد الرئيس / على سالم البيض هو توقيت سليم من حيث انه جاء بعد أن نشبت الحرب وتقدمت قوات الاحتلال اليمني صوب العاصمة عدن , وعليه فأن هذا الإعلان بفك الارتباط يبطل زعم نظام صنعاء باتهام الجنوبيين بإعلان ما يسمى (بالانفصال) لأنه جاء بعد إعلان صنعاء الحرب كما أنه أي (إعلان فك الارتباط ) في عشية ذكرى التوقيع على الوحدة اليمنية المغدوره جاء ليؤكد بطلان اتفاقية تلك الوحدة بعد أن بطلت تلك الاتفاقية شرعا وقانونيا بإعلان نظام صنعاء الحرب على الجنوب
وحتى لا يكون هناك خلط ولبس في مسمياتنا من فك الارتباط - الاستقلال - حق تقرير المصير , فأن فك الارتباط هو إعلان الغاية منه استعادة الدولة والهوية الجنوبية وقد أعلن في مرحله محدده وحرجه وهي مرحلة الحرب التي شنت على الجنوب , والاستقلال هو الشعار الذي رفع بعد أن وقع الجنوب تحت وطأت الاحتلال اليمني , وأما حق تقرير المصير فهو حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره في خيار الاستقلال لا الوحدة لأنه شعب ووطن يقبع تحت الاستعمار والوطن الجنوبي ليس جزاء من الجمهورية العربية حتى يستفتاء في البقاء ضمن كيان الجمهورية العربية اليمنية أو ينفصل عنها
أذن ليس هناك خلط في الأوراق والمسميات إذا ما فسرنا تلك المصطلحات بالطريقة التي تخدم قضيتنا وشعبنا وإذا ما حكمنا عقولنا وفضلنا مصلحة وطننا وشعبنا فوق كل المصالح الشخصية والأنانية لأرينا بأننا نحن من نتعمد خلط أوراق تلك المصطلحات وهي في الحقيقة لاتفق عائق إمام شعب ووطن تواق للحرية, ولأدركنا أن الشعب الجنوبي بحاجه إلى توجيه وقيادة حكيمة ليس إلا وبإمكانه صنع المستحيل وإنجاح ثورته وتحقيق هدف في الاستقلال الذي بات بين قوسين أو أدنى .
والخلاصة المتمثلة في عنوان هذا المقال انه ينبغي علينا في تظاهرة 21 مايو المليونية المرتقبة بعد أيام معدودات أن نرفع شعار الاستقلال والتحرير وأن نتجنب رفع شعارات تطالب بفك الارتباط لان إعلان فك الارتباط قد تم من قبل الطرف الجنوبي بصورة سلميه في 21مايو 94م ولكنه قوبل بالحرب من قبل الشريك الأخر, ولان الجنوب يقع تحت الاحتلال فأن رفع شعارات تطالب بفك الارتباط أو بيانات تجدد الدعوة بفك الارتباط غير صحيحة لأنها قد توحي بأن الوحدة مازالت قائمة , وأما رفع شعار الاستقلال فهو يؤكد أن الوضع الحالي للجنوب هو (احتلال) كما أن ر فع هذا الشعار إي شعار(الاستقلال) في يوم إعلان فك الارتباط يعطي لهذه المناسبة صفة الشرعية الحقيقية للاحتفال بها سنويا حتى اليوم الوطني المرتقب للجنوب الذي ينتظره الشعب عن بكرة أبية بفارغ الصبر والمتمثل في يوم الاستقلال الثاني للجنوب الذي بات وشيكا وليس عنا ببعيد وان غدا لناظره لقريب .