تفاقمت الأزمات التي مست حياة المواطن البسيط وقلبت موازين حساباته وغيرت مجرى حياته وأخرجته من حياة شبه كريمة إلى مستنقعات المعاناة في كل جوانب حياته اليومية من طعامه وشرابه والخدمات التي يحتاجها لتبسيط معاناة الحياة وتدليل صعاب المعاش اليومي في معترك رحلته الكفاحية من أجل لقمة العيش ومن تلك الخدمات الكهرباء والماء وحتى العملة الصغيرة( الصرف) التي يحتاجها المواطن البسيط في حياته اليومية والتي ربما لا يستشعر المسؤولين أهمية توفر تداولها لأنهم لا يحتاجون لأشياء تساوي قيمة تلك العملة فنفقاتهم لا تكون إلا على مستوى (البندل )فئة ألف ريال لهذا يتجاهلون قصدوا أو من غير قصد توفير العملات الصغيرة التي تسهل عملية البيع والشراء في حياة المواطن. ثم هم يتجاهلون ما أصاب المواطن بكل طبقاته المعدمة والفقيرة والمتوسطة وحتى الوسطى والتي بفعل هبوط العملة المحلية في مقابل العملات الأجنبية ووصولها إلى أدنى مستويات الانهيار وما تبعها من خروج طبقات المجتمع من حالة إلى حالة أدنى فقد سقطت الطبقة الوسطى وهم طبقة الموظفين ليدخلوا في حالة من الفقر والعوز فكيف بالطبقات الأدنى التي أصبحت تعاني العوز والفاقة وكل ذلك في ظل غياب أجهزة السلطة التنفيذية في مختلف الوزارات وعلى رأسها مجلس الوزراء لم تحرك ساكناً لمناقشة أوضاع المواطنين المعيشية والتدهور الذي وصلت إلية الحالة الاقتصادية التي حولت مسار المجتمع الاقتصادي نحو الصفر. فالتدهور الاقتصادي مسح بكفه على جميع طبقات المجتمع ولم يسلم منها أحد فقد أدخلت المواطن في حالة من البؤس والعوز والفاقة الشديدين والتي ربما تقود غلى مجاعة لا محالة إذا استمر العبث والصمت والتجاهل من قبل قيادة الدولة والحكومة لمثل هذه الكارثة الانسانية المحدقة الوقوع بين حين وأخر دون تقديم حلول اقتصادية ناجحة تخرج البلد أو على الأقل المحافظات المحررة من كبوس المجاعة الوشيكة وهذا ليس بحل صعب فالبلد تحمل الخيرات الكثيرة لكن ينقصها أي قيادة البلاد الحنكة في التدبير أو الرغبة في السير بالبلاد نحو النهوض وتنقص كثير من القيادات روح المسؤولية ليس عن أنفسهم فقط وذويهم ومقربيهم بل استشعار المسؤولية تجاه كل مواطن واعتبار أن أي مواطن أياً كان اتجاهه أو قبيلته هو مسؤولية مباشرة من كل مسؤول إذا كيف يرتضي للفاقة أن تصيب المواطن وهو لا يرتضيها لنفسه. إن عدم المساواة والعدالة الاجتماعية وعدم توزيع منسوب الثروة والهوة بين دخل المواطن العادي والمواطن المسؤول والفارق في صرفيات النثريات هي من أسباب عدم استشعار المسؤول بما يصيب المواطن من فاقة وحاجة ماسة . ومن أسباب ما وصل إليه حال المواطن من تدهور هو بسبب الفساد الإداري والمالي المستشري في مرافق الدولة دون استثناء حتى وصل الحال أن بعض المرافق والدوائر الحكومية أصبحت حكراً على مسؤولين وموظفين من مناطق معينة وهي ومرافق تدر عوائد مالية ضخمة يستفيد منها حفنة معينة من المجتمع دون سواهم . لكن الشعب لن ينتظر أكثر من ذلك ، لن ينتظر حتى تنهض الدولة والحكومة من غفلتها وسباتها العميق أو قل تجاهلها ((وتطنيشها )) لحالة المواطن التي كل يوم تزداد سوء في ظل الزيادات اليومية للأسعر وهبوط العملة المحلية دون تقديم حلول لتحسين حالة كل الأمور المتردية أو حتى البدء في تقديم الحلول ، ولا تنتظر الحومة أن تأتيها الحلول الجاهزة من الجوار عليها البدء بالتغير والبناء دون أن تظل ملقية بكفها تستجدي الأخرين.