في بداية 2005م تعرفت بإحدى مقاهي الانترنت على شاب عدني مثقف وطيب القلب وصاحب صوت فني جميل للغاية يدعى معاذ خان كان معاذ ياتي كل صباح الى هذا المقهى ليسجل الاغاني ويطربنا بصوته الرنان كنت دائما اتجاذب معه اطراف الحديث في احدى المرات سئلته عن مؤهله العلمي وكان رده صادم للغاية قال بان لديه ماجستير بالاسلحة النووية من جامعة بغداد ولانه بدون عمل مثل ابناء عدن ذهب الى الغناء ليتعيش منه. قال لي الاشرطة(الكاستات) ليس فيها لقمة عيش ولكن عند حدوث اي حرب عربية ضد اسرائيل الاغاني الثورية تمشي قليلا بالسوق. دارت الايام وتوفق معاذ بسفرة الى كوريا الجنوبية وهناك شرع بدراسة الدكتورة بالاسلحة النووية وقبل شهور اخبرني بانه تحصل على الدكتوراة فعلا على قد مافرحت حزنت وطلبت منه ان لايعود لعدن قلت له تذكر هذه البلاد لم تحترم خبرتك في الماضي وجعلتك تغني لتعيش الان لن تحترم شهادتك عودتك اليها يعني ذهاب كل وقتك في الدراسة سدى. اكد لي بانه لن يعود ابدا وسيبحث عن دولة تقبل بان يعيش على اراضيها مثل معاذ الالاف من العدنيين الذين تم رميهم على قارعة الطريق لتحكم عدن من غير ابنائها لتحكم عدن من قبل الجهلة الفاشلين وليس من قبل الكوادر. لكل كادر عدني تسنح امامه الفرصة بالمغادرة انصحه بان يغادر هذه المدينة كانت للغرباء عمرها ماكانت لاهلها هذه المدينة يتنعم بخيراتها الغريب بينما ابنها يموت جوعا. صدقوني غادروا وعيشوا حياتكم لمرة واحدة والحياة فرص من يخبركم بان عليكم الانتظار فغدا افضل ابسقوا على وجهه لانه يكذب عليكم ويبيع لكم الوهم فغدا اسوء والعن من ما مضى على مستوى كل النواحي مثلا من اسعار الصرف امس كان 580 ومستقبلا 1000 مثلا البنزين كان يوم امس 6500 واليوم 7000 لايضحك عليكم احد بالكلام المعسول وبالوهم فهذه المدينة تمشي نحو الجحيم رويدا رويدا ولن تقوم لها قائمة وطالما المجرمين والسفاحين واللصوص وتجار المخدرات والخمور يسرحون ويمرحون ويبسطون على كل شيء ماعدا الهواء صدقوني لن تقوم لها قائمة حتى ولو بعد 100 عام. صديقي معاذ اشعر بالظلم والغبن الذي لحق بك لكن ثق بان الله لن يضيعك سيرزقك بمن يقدرك ويقدر خبرتك وشهادتك. #ماهر_درهم