زار الرئيس الجزائري هواري بومدين صنعاء في سنة 1964 وكان وزيراً للدفاع قبل أن يصبح رئيسا في 1965 لكن المفاجأة أن رئيس الجمهورية المشير عبدالله السلال استقبله في مطار صنعاء! كان السلال يعرف أن الثائر بومدين أكبر من كونه وزيرا للدفاع .. وصحّت فراسة المشير السلال وأصبح بومدين رئيسا للجزائر بعد أشهر! وعندما رأى هواري بومدين أحوال اليمن واليمنيين دمعت عيناه وقال كلمته الشهيرة: لو كنا عرفنا في الجزائر أن الشعب اليمني الشقيق مظلوم بهذا الشكل كنا بدأنا بتحريره من الإمامة قبل تحرير الجزائر من الإستعمار! واليوم يبدو ان التاريخ يعيد نفسه ولكن من جهة واحدة فقط مع الأسف! يحدث هذا وانت تشاهد أحفاد الإمامة وقد عادوا الى سدة الحكم وان كان من بابها الخلفي، الا انهم ما لبثوا فيها يوما حتى دلفوا سريعا يعيثون في البلاد فسادا وتنكيلا، ما ابقوا حرثا ولا نسلا الا مروا عليه وأهلكوه . إذ لم يمض منها الا اربعة اعوام ونيف، لتخلد كأقسى فترة ذاق خلالها الشعب أشد صنوف العذاب وأفضع مشاهد الذل والهوان. لكن الاشد قسوة هنا! هو ان التاريخ لم ياتي لنا مجددا بهواري بومدين آخر، بل ذهب أبعد من ذلك بان عاقبنا وعاقب الجزائر كذلك برئيس مقعد لا يرجئ منه النهوض بشعبه، عوضا منه ان يبدي ولو مجرد الرغبة فقط بتحرير اليمن المظلوم. رحل زعماء العرب الثائرون ورحل معهم روح الثورة وعنفوان الثوار، لذا لا تستغرب عزيزي ! ان تعيش اليوم إرث الديكتاتور، وصلف الرعاع وان كان جميعهم قد طحنك ولا يزال يطحنك بإسم الحرية والكرامة وتحت مظلة الدولة والجمهورية ..