كم افتقدك الناس أيها الفقيد الكبير هشام باشراحيل (أبا باشا) , بمرور الأيام وتوالي الأحداث يزداد الشعور بفداحة الخسارة , كنت دائما المبادر والمؤثر وصاحب الصوت المسموع الذي لم يتردد قط ولم تثنيه أي ظروف عن قول كلمة الحق وتوجيه النصح , كنت القادر على جمع المختلفين أفراد وجماعات وقوى والتوفيق بينهم , كنت دائما المبادر ومن موقع الحريص المقتدر والمؤثر .
ظهر جليا الفراق الذي تركه الفقيد الكبير أبا باشا في الأيام الأخيرة التي شهدت إحداث مؤسفة لم تجد من يسارع إلى وقفها وجمع إطرافها , خاصة ومدينة عدن ومجتمعها والوضع العام برمته لم تعد تحتمل مزيد من الجراح والتشضي والصراعات , وهي المواجهات التي حدثت في الأسبوع الماضي في كريتر بين شباب الحراك السلمي الجنوبي والتجمع اليمني للإصلاح والتي كشفت عجز الجميع أحزاب ومنظمات ومجالس أهلية وواجهات وغيرها حيث ظهر الكل عاجزين ومستسلمين , وهناك من أراد ان يصفي حساباته مع هذا الطرف او ذاك او مع الطرفين ومع عدن والجنوب .
ترك الحالة للمفاجآت والحشد لفعاليتين تواجه كل منهما الأخرى يوم 21فبراير ستكون لها نتائج وخيمة على الطرفين والحالة العامة لن يخرج منها منتصر ومهزوم , والخلافات القائمة لن تحسم بكسر عظم لا بالقوة ولا بغيرها . مطلوب من القيادات المتعقلة في الاصلاح والحراك ان تتحرك وتبادر إلى لجم حالة الشطط وتسيطر على الشباب المندفع وتهدا من حالة الاحتقان .
إزاء هذه التطور الخطير من المهم جدا ان تعتمد السلطة المحلية بكل مكوناتها بما فيها قيادة المحافظة واللجنة الأمنية وأجهزة وقوات الأمن وقيادة المنطقة والقضاء مواقف بناءاه تراعي الصالح العام والقانون الذي يجب ان يطبق على الجميع دون تحيز او محاباة او استهداف .
اعتقد ان الإخوة في قيادة الاصلاح في عدن ليسوا غافلين عن حقيقة كون إباء وأمهات هؤلاء الشباب ألحراكي هم من ضمن الكتلة الناخبة التي مكنتهم من احتكار تمثيل دوائر صيره في مجلس النواب , ويقدرون طبيعة الحراك الذي كان بعضهم ناشطين فيه ومشاركين في فعالياته والضغوط الهائلة التي يتعرض لها وكونه ينهض بقضية عادلة يقرون بها وإن اختلفت وجهات النظر عند مستوى معين , ويقدرون تجربته في النضال السلمي .
وفي المقابل على شباب الحراك ومن يقودهم ويوجه حركتهم أن لا يبخسوا الناس حقهم , أن يتذكروا الدور الذي قام به كل من الأخوة إنصاف مايو وعبدالناصر باحبيب وآخرين في إطار أنشطة وفعاليات الحراك ومتابعة المعتقلين من نشطائه , وجهود أخرى سياسية وإعلامية صبت في الدفاع عن الحراك السلمي وقضيته وعن نشطائه ومناضليه , و أن مكتب إنصاف مايو الذي حدثت حوله بعض المناوشات قد أستخدم ولفترة من الزمن كمقر لاجتماعات المتقاعدين والمنظمات السياسية والاجتماعية وقوى الحراك في عدن .
وأكثر مما تم ذكره فان ما يحصل لا يخدم الحراك ومشروعه وقضيته ولا الاصلاح ومكانته وتطلعه , لا الجنوب ولا اليمن عامه , لن يؤدي سوى إلى خلق مزيد من العداء والاستقطاب والتشظي .
أن الحرائق التي يتم إشعالها في عدن سوف تمتد وتنتشر طولاً وعرضاً , وان تحويل عدن إلى كانتونات ومتاريس في الأزقة والشوارع والحافات والى ساحة للمواجهات سيكون مقدمة لدمار (عام وشامل) . ندعو لك يا أبا باشا بالرحمة والمغفرة وللناس بالصبر ونسأله العوض .