يبدو أن ما يسمى بالمجلس الإنتقالي في عدن قد أستفز الروح الشعبوية لدى الكثير من الناشطين من المحافظات الشمالية ووجدناهم طيلة اليومين الماضيين قد جمعوا في سلتهم كل الجنوبيين وكأنهم جميعاً مشتركين في عملية الترحيل والتهجير الجماعية العنصرية القذره التي تمت في عدن، وهكذا كما أفلح الحوثيون فاشيو صنعاء في تحطيم الدولة وتدمير النسيج الإجتماعي وأعادونا لزمن السيد والعبد (القنديل والزنبيل) الذين كانوا يقولون منذ البداية الشمال لنا والجنوب سنقاتل من أجل حيازته حتى آخر رجل، يعني الشمال حيازة خاصة لا مجال للحديث حوله أما الجنوب فهو مستودع الثروة وضمان تأمين المستقبل ولذلك سنقاتل من أجل ضمه لآخر رجل. أفلح العنصريون المناطقيون الذي يمثلهم اليوم ما يسمى بالمجلس الإنتقالي من أن يدفع ب حمى الشعبوية لرؤوس بعض الناشطين من الشمال لوضع الجنوبيين في سلة واحده ليصل الإستقطاب إلى أوجه وهكذا حقق الفاشيون في صنعاءوعدن ما يطمحوا اليه وهم أكثر الناس فرحاً بما يجري.. المشروعان العنصريان السلالي الطائفي في صنعاء والمناطقي الإنعزالي في عدن يتخادمان وهما يدركان أنهما أن لم يخدما بعضهما سيهزمان فوجود أحدهما هنا يخدم الآخر هناك وهزيمة أحدهما هنا يعني هزيمة الآخر هناك ولذلك أيها الناشطين أرباب الفيديوهات وهي أكثر الوسائل وصولاً للناس توقفوا عما تفعلون أو سموا الناس بأسمائهم فالقائمين بعملية التهجير معروفين ومن أي المناطق وأي التيارات السياسية .. قال لي أحد الأخوان في الحكومة أن الأمور جرت كما يلي: - الرئيس وجه من أول لحظة بإنتشار القوات العسكرية التابعة للشرعية لوقف تداعيات تفجيرات الشيخ عثمان والجلاء، وكانت القوات جاهزه للنزول وهي بأستطاعتها منع ما حدث ولو بالدخول في معركة مع المليشيات التي تتبع نظرياً ما يسمى بالمجلس الإنتقالي أو ماتسمى بالحزام والصاعقة وووو من تلك التسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان. - كانت اللجنة الأمنية مجتمعة ووافقت على خطة الإنتشار لكن قيادة التحالف في عدن تواصلت بوزير الداخلية وطلبوا وقف نزول القوات بحجة تجنب الصدام وهم من سيوقف ما يجري بالشارع وبناء على ذلك أعطيت القوات أوامر بالبقاء في معسكراتها لنرى ما سيفعل الأشقاء. - أستمر التهجير وليلة أول أمس تواصل الرئيس بوزير الداخلية وطلب منه التواصل بقياده التحالف في عدن وإعطاء مهلة لوقف ما يجري وإلا سنضطر للنزول وها أنتم شفتم بالأمس بيانات البراءة والأدانة لما جرى من قبل ما يسمى بالإنتقالي وقوات الحزام (بيانات الأفك) عاد الهدؤ لكن بعد ماذا؟! - أنتم أيها الناشطون كما يبدو سطحيون ولا تقرأون التاريخ الا تعلموا أن ليس عمليات التهجير الجماعي فقط بل والقتل على البطاقة الشخصية قد جرى من هذه الفئة من البشر لأبناء الجنوب أنفسهم في العام 1986 في أحداث 13 يناير. - مايجري في عدن راس جبل الجليد فقط والجماعة عطشى للسلطة ولو وصلوا إليها لن يتعرض شمالي واحد للتهجير بل سيستخدموهم جيشاً وسيطلقون عليهم الجبهة الوطنية ويقتلون بهم الجنوبيين من ناحية ويشغلوهم في الداخل الشمالي من ناحية أخرى كما حصل في الماضي، عملية التهجير الحالية مرحلة أولى أما الثانية تستهدف تصفية الحكومة الشرعية وأجهزتها المدنية والعسكرية والسيطرة على عدن. - شبعنا معارك وقتل وتصفيات لكن الجماعة يبدو عليهم مصرين على المعركة في عدن وإذا ما بداءوها فأنهم أول من سيحترق بعواصف النار وستكون 13 يناير 86 من وسلوى مع ما سيحدث وسيتحملوا مسئولية تفجير صراع جنوبي جديد وستكون معركة فناء هذه المره لأن الناس ملوا من هذا الصلف العنصري والغرور المناطقي البغيض فأنتبهوا. أخوتنا في عموم اليمن للإنتصار على المشاريع العنصرية علينا الثبات ولا تدفع بنا الأحداث لهذا الإستقطاب البغيض (شمال-جنوب) بل علينا الإنصهار في جبهة واحده للوقوف بوجه المشروعين العنصريين السلالي والمناطقي والعمل جنباً إلى جنب من أجل الوصول للدولة الإتحادية اليمنية ذات الأقاليم الستة وهذا هو الحل الذي سيخرج اليمنيين من هذا المأزق التاريخي الذي يدفعون ثمنه من دمائهم وأرواحهم.