وقفة تأمل لمجريات الأحداث المتتالية التي تعصف بعدن منذ الخميس المؤلم _عمليتي الجلاء وشرطة الشيخ عثمان _التي خلفت ورائها خيرة شباب الجنوب نسأل الله أن يتغمدهم برحمته والشفاء للجرحى، وماتعاقبها من أحداث ترحيل لأبناء المناطق الشمالية كردة فعل مباشر ،والتي تعد تصرفات فردية وصبيانية لم يتم حسابها و ماذا ستخلف ورائها سوى سخط ورفض شعبي عارم لها ، وكذلك على المستوى إلاقليمي و العالمي التي عبرت عنها بعض الدول صراحة برفض التمييز العنصري الذي يتنافى مع حقوق الإنسان وترفضه كافة الشرائع والأنظمة ، والتأمل بالاحداث ونتائجها نجد أن من يقف خلف العملية الإرهابية هو ذاته من يجني ثمارها من أحداث ترحيل لأبناء المناطق الشمالية ،كيف ذلك بإجابة بسيطة : أن ترحيل الشماليين وبصورة هوجاء و دون ضوابط أو معايير إنما الترحيل بالهوية قد خلف ورائه رفض و سخط شعبي كبير واستنكار لعامة الجنوبيين وتعاطفهم مع الشماليين قد ولد رائي عام وموحد برفض عملية الترحيل. وهذا بذاته يعد بمثابة قراءة للرأي العام في المناطق الجنوبية في عدم رفضهم للوحدة الوطنية مع الشمال وانما رفضهم للنظام السياسي . و هذا يعد منزلق خطير آلت إليه مجريات الأحداث ، وللأسف كانت تحت مسمع ومرئ من المكونات الجنوبية و نخص بذلك المجلس الانتقالي الذي لم يتعاطى مع الحدث بالمستوى الجاد وبالمسؤلية حيث جاءبيانه خأرا و سلبي لم يعكس هول المصيبة التي وقعت عليه بإنهيار عموده الفقري _استشهاد أبو اليمامة _ قائد الجناح العسكري للمجلس الانتقالي ، والذي يعد بمثابة أيقونة المجلس العسكري . ومايزيد الطين بله انفراد نائب رئيس المجلس بنشر التغريدات والمنشورات والتي لا تحظى بأي اهتمام أو وزن سياسي يرتكن عليه بقدر ماكانت تنفر العامة من المجلس وتعمق الكره له . حيث كان لا بدّ من تواجد قوي للمجلس ممثلا برئيس المجلس عيدروس الزبيدي على مستوى الساحة محليا وان يشارك الوطن بمصابه الجلل وان يخرج للناس مباشرة بخطاب يوحد الصف الجنوبي ، و يقف عند كل الاحداث التي تعصف بالجنوب و التي تؤثر بشكل مباشر بالقضية الجنوبية ويترك عنه الارتهان لدولة الإمارات العربية والعودة لقاعدته الشعبية التي اكسبته الشرعية في تمثيلها قبل فوات الاوان .