قالت وسائل إعلام ونشطاء إن أكثر من 50 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 200 في وسط العاصمة دمشق يوم الخميس عندما انفجرت سيارة ملغومة على طريق سريع مزدحم قرب مبنى تابع لحزب البعث الحاكم والسفارة الروسية. وبث التلفزيون السوري لقطات لجثث متفحمة وغارقة في الدماء ملقاة في الشارع بعد الانفجار الذي قالت وسائل إعلام حكومية إنه نتيجة تفجير انتحاري نفذه "إرهابيون" يحاربون الرئيس بشار الأسد. وقال التلفزيون إن 53 شخصا قتلوا. وظل وسط دمشق بعيدا نسبيا عن الصراع الدائر منذ نحو عامين والذي أسفر عن سقوط نحو 70 ألف قتيل في أنحاء البلاد طبقا لتقديرات للأمم المتحدة غير أن العنف دمر عدة ضواحي في أنحاء العاصمة. لكن مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على مناطق إلى الجنوب والشرق من دمشق يهاجمون العاصمة قاعدة سلطة الأسد منذ نحو شهر ونفذوا تفجيرات مدمرة أكثر من مرة على مدى العام المنصرم. وأعلنت جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عن عدد من تلك الهجمات وتقول إنها نفذت 17 هجوما في أنحاء دمشق خلال النصف الأول من فبراير شباط منها سبعة تفجيرات على الأقل. وقال نشطاء ان معظم ضحايا هجوم يوم الخميس على حي المزرعة في العاصمة من المدنيين وبينهم أطفال ربما يكونون من تلاميذ مدرسة تقع وراء مكتب لحزب البعث. وقال نشطاء معارضون إن انفجار يوم الخميس الذي وقع في حوالي الساعة الحادية عشر صباحا (0900 بتوقيت جرينتش) اعقبه عدة انفجارات في اماكن اخرى بالمدينة. وقالت امرأة تسكن في وسط العاصمة السورية إنها سمعت صوت ما بين ثلاثة أو أربعة قذائف صاروخية تمرق في الجو اعقبها دوي انفجارات. وذكرت أن واحدة على الأقل من هذه القذائف سقطت على حديقة عامة في منطقة أبو رمانة لكن أحدا لم يصب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له أن السيارة الملغومة انفجرت عند نقطة تفتيش قريبة من مقر لحزب البعث على بعد حوالي 200 متر من السفارة الروسية. وأضاف المرصد أن 56 شخصا قتلوا بينهم 15 شخصا من قوات الأمن السورية والباقون مدنيون. وقتل ثمانية آخرون في انفجار سيارة ملغومة في حي برزة شمال شرق دمشق وهو واحد من عدة انفجارات أعقبت انفجار المزرعة. ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن دبلوماسي قوله إن الانفجار تسبب في تحطم نوافذ في مجمع السفارة الروسية التي تقع واجهتها على الطريق الذي شهد الانفجار لكن لم تقع إصابات بين العاملين. وقال الدبلوماسي "تضرر المبنى حقا... تحطمت النوافذ." وقال بشر الصبان محافظ دمشق لرويترز إن السيارة كانت تحمل ما بين طن و1.5 طن من المتفجرات. وقال مراسل للتلفزيون السوري إنه رأى سبع جثث في مكان الحادث. وأضاف أنه أحصى 17 سيارة متفحمة و40 سيارة أخرى دمرت أو لحقت بها أضرار جسيمة بفعل قوة الانفجار الذي أحدث فجوة عمقها 1.5 متر في الطريق. وقال التلفزيون السوري إن قوات الأمن اعتقلت انتحاريا قبل تنفيذه عملية وكان في سيارته خمس قنابل بلغ وزن إحداها 300 كيلوجرام. وفي مدينة درعا الجنوبية حيث اندلعت الانتفاضة ضد الاسد في مارس آذار 2011 قال نشطاء إن طائرات حربية سورية قصفت الحي القديم في المدينة للمرة الاولى منذ بداية الصراع مما اسفر عن مقتل 18 شخصا. وقال ضابط في كتيبة توحيد الجنوب التي قادت هجوما للمعارضة المسلحة هذا الاسبوع في درعا إن المدينة تعرضت لما لا يقل عن خمس ضربات جوية اليوم الخميس. وقال عبد الله مسالمة الناشط في المدينة عبر موقع سكايب "هجمات المعارضة على عدد من نقاط التفتيش الكبيرة في حي السعد وإعلانه منطقة محررة هو الذي أدى لرد الفعل هذا." ويقول مسؤولون ان تصاعد حدة القتال في جنوب سوريا خلال الاسابيع الماضية أدى إلى زيادة حادة في تدفق اللاجئين إلى الاردن المجاور. وقال مصدر عسكري اردني ان 4288 لاجئا وصلوا إلى الاردن خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وحدها. وقال مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي تتخذ من دمشق مقرا لها ان نايف حواتمة الامين العام للجبهة اصيب بجروح طفيفة في انفجار في مسجد بجوار مكتبه. وقال طلال أبو ظريفة المسؤول في الجبهة لرويترز في غزة إن شظايا زجاجية تسببت في جرح طفيف في يد حواتمة. (شارك في التغطية مروان مقدسي من دمشق وليلى بسام ومريم قرعوني من بيروت وسليمان الخالدي من عمان ونضال المغربي من غزة واليسا دي كاربونيل من موسكو - إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) من دومينيك ايفانز