استهدف تفجير انتحاري قلب العاصمة السورية موقعاً ما لا يقل عن 53 قتيلاًً وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي السوري. وحتى الآن لم تتبن أي جهة هذا الانفجار. وهز انفجار، صباح اليوم، شارع الثورة على أطراف حي المزرعة السكني وسط دمشق، وهي منطقة مكتظة بالسكان، ما أسفر عن مقتل 53 مدنياً وإصابة ما لا يقل عن 237 آخرين، كحصيلة غير نهائية، بينهم أطفال وطلاب مدارس، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة. وأفاد الإعلام الرسمي السوري بأنّ التفجير الانتحاري أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بمستشفى الحياة وتجهيزاته الطبية ومدرسة عبدالله بن الزبير، واحتراق عدد كبير من السيارات المتوقفة في الشارع. وقالت وكالة "سانا" الرسمية للأنباء إن الأجهزة الأمنية ضبطت سيارة كانت محملة بحوالي طن من المتفجرات في موقع التفجير في شارع الثورة وألقت القبض على الشخص الذي كان يقودها. من جهته، أشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنّ بين القتلى "ما لا يقل عن تسعة عناصر من القوات السورية". وقال التلفزيون الرسمي أنّ بين الإصابات أطفالاً من المدرسة، وأنّ الانفجار أحدث "حفرة عميقة بقطر متر ونصف"، وحوالي طن من المتفجرات. وبث التلفزيون صوراً لمكان الانفجار، ظهرت فيها عشرات السيارات المحترقة والمتضررة. كما أظهرت الصور أشلاء بشرية متفحمة ومصابين ممددين على الأرض. وأدى التفجير إلى دمار كبير في المباني السكنية، بالإضافة إلى تحطم الواجهات والنوافذ الزجاجية، بحسب صور التلفزيون. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن موظف في السفارة الروسية في دمشق أن التفجير في منطقة المزرعة أدى إلى تضرر مبنى السفارة القريبة من المنطقة، حيث تكسر زجاج النوافذ. ولم يؤد الانفجار إلى وقوع إصابات في صفوف الموظفين. من جهته، دان محافظ مدينة دمشق بشر الصبان الذي زار مكان التفجير العملية، معتبرا أنها "دليل على إفلاس الإرهابيين". وقالت إحدى المصابات "هذه هي الحرية التي ينادون بها، هذا هو الجيش الحر". وِأورد التلفزيون من جهة أخرى، أنّ قوات الأمن قامت عقب التفجير بملاحقة سيارة بالقرب من موقع التفجير "وضبطت فيها خمسة عبوات تزن كل منها 300 كيلوغرام من المتفجرات". وبعد وقت قصير من تفجير اليوم، أفاد المرصد السوري عن انفجار "سيارتين مفخختين بالقرب من مراكز أمنية في منطقة برزة" في شمال دمشق، من دون أن يحدد حجم الخسائر أو الأضرار. وأشار إلى اشتباكات تلت الانفجارين. وبعد حوالي ثلاث ساعات، ذكرت قناة "الإخبارية" السورية أن "إرهابيين أطلقوا قذيفتي هاون" على مبنى الأركان في دمشق وهو قيد الصيانة بعد التفجيرين اللذين تعرض لهما في 26 أيلول الماضي. ودانت موسكو على لسان المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش العملية الإرهابية التي وقعت في دمشق، داعية كل الدول التي لها تأثير على المتطرفين في سوريا إلى مطالبتهم بالتوقف الفوري عن مثل هذه الهجمات الإرهابية. وبدوره دان الائتلاف السوري المعارض التفجير الإرهابي، مؤكداً أن "أية أعمال تستهدف المدنيين بالقتل أو الانتهاكات لحقوق الإنسان هي أفعال مدانة ومجرمة أيا كان مرتكبها".