دمشق- هزت الخميس سلسلة تفجيرات دامية أودت بحياة العشرات في العاصمة السورية دمشق في هجمات تعد الأعنف منذ اندلاع الصراع، ومن جهته أدان الائتلاف السوري المعارض هذه الهجمات دون اتهام النظام السوري بالوقوف وراء هذه الهجمات. فقد ارتفع عدد القتلى في الانفجار الذي وقع الخميس قرب مقر حزب البعث في وسط دمشق، إلى 42 شخصا بينهم تسعة عناصر من القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أفاد الاعلام الرسمي السوري عن مقتل 35 شخصا واصابة 237 آخرين بجروح. وقال المرصد في بيان "ارتفع إلى 42 عدد السوريين الذين قضوا اثر تفجير رجل سيارة مفخخة أمام حاجز للقوات النظامية في منطقة المزرعة بالقرب من فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم". وأشار إلى أن بين القتلى "ما لا يقل عن تسعة عناصر من القوات النظامية"، موضحا أن معظم القتلى والمصابين من "المدنيين من سكان المنطقة أو مستقلي سيارات صودف وجودها في المنطقة". وقال التلفزيون السوري الرسمي في شريط إخباري عاجل من جهته "ارتفاع حصيلة التفجير الإرهابي... في دمشق إلى 35 قتيلا و237 جريحا حالة عدد منهم خطرة". وأكد التلفزيون والمرصد أن "التفجير انتحاري"، ولم تتبين أي جهة بعد الانفجار. وبثت قناة "الإخبارية السورية" صورا لمكان الانفجار ظهرت فيها سيارة محترقة بالكامل وعشرات السيارات الأخرى المتضررة. كما أظهرت الصور أشلاء بشرية ومصابين ممددين على العشب تجرى لهم الاسعافات الأولية. وأورد التلفزيون من جهة أخرى أن قوات الأمن قامت عقب التفجير بملاحقة سيارة بالقرب من موقع التفجير "وضبطت فيها خمسة أطنان تزن كل منها 300 كيلوغرام من المتفجرات وألقت القبض على الإرهابي الانتحاري الذي كان يقودها". وشهدت العاصمة السورية عددا من التفجيرات كان آخرها سيارة مفخخة استهدف فرعا للمخابرات أسفر عن مقتل 53 عنصرا من المخابرات العسكرية السورية بينهم ستة ضباط في 24 كانون الثاني/يناير الفائت. ولم يكشف عنه إلا بعد أيام. وتنسب العمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة اجمالا إلى المجموعات الإسلامية المتشددة، لا سيما جبهة النصرة. وبعد حوالي ثلاث ساعات، ذكرت قناة "الإخبارية" السورية أن "إرهابيين اطلقوا قذيفتي هاون" على مبنى الأركان في دمشق وهو قيد الصيانة بعد التفجيرين اللذين تعرض لهما في 26 ايلول/سبتمبر وتلاهما اشتباكات، وقتل يومها أربعة من حراس المبنى. يأتي ذلك فيما ارتفعت حصيلة ضحايا تفجير شارع الثورة في دمشق الخميس إلى أكثر من 35 قتيلاً و208 جرحى بينهم أطفال وطلاب مدارس بعضهم إصاباتهم خطرة. وقالت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية إن التفجير في شارع الثورة على أطراف حي المزرعة السكني بدمشق أسفر في حصيلة أولية عن مقتل أكثر من 35 مواطنا وإصابة 208 آخرين من المدنيين بينهم أطفال وطلاب مدارس بعضهم حالتهم خطرة. وكان مصدر سوري قال إن ثلاثة انفجارات، هزت اليوم العاصمة السورية دمشق، وقع إثنان منها في منطقة حي المزرعة في وسط المدينة، فيما وقع الثالث في حي برزة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى فضلاً عن الأضرار في المباني والسيارات. وقال المصدر إن انفجارين أحدهما نفذه انتحاري وقع في منطقة حي المزرعة على بعد 150 متراً من مركز حزب البعث حيث يوجد ثلاثة مدارس ومركز انطلاق سيارات أجرة وحافلات صغيرة، وأشار إلى أن الانفجار الثالث نفذه "انتحاري" في منطقة برزة وسط دمشق. من جانبه، أدان الائتلاف السوري المعارض في بيان صادر عنه "التفجيرات الارهابية" التي وقعت الخميس في دمشق "ايا كان مرتكبها". وجاء في البيان الذي نشر على صفحة الائتلاف على موقع فيسبوك أن "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية يدين ويندد بالتفجيرات الإرهابية التي استهدفت دمشق وأدت إلى مقتل عدد من المدنيين". وأكد أن "أي أعمال تستهدف المدنيين بالقتل أو الانتهاكات لحقوق الإنسان هي أفعال مدانة ومجرمة أيا كان مرتكبها وبغض النظر عن مبرراتها". كما تقدم الائتلاف "بأحر التعازي لأسر كل ضحايا التفجيرات في سوريا وتمنى للجرحى الشفاء العاجل". وهي المرة الأولى التي تتجنب فيها المعارضة السورية توجيه الاتهامات في تفجير بهذا الحجم إلى النظام السوري.