يستعد المجلس الانتقالي الجنوبي للذهاب إلى جدة ملبيا دعوة المملكة العربية السعودية الحضور فورا للتحاور مع الحكومة الشرعية اليمنية الطرف المتسبب في الأزمة الناشئة في عدن منذ تحريرها والتي تصورها الحكومة الشرعية وأنصارها وجماعة الإخوان المسلمين داخليا وخارجيا بأنها وليدة اللحظة. حوار جدة مخصص لطرفين فقط, طرف أول يمثله المجلس الانتقالي الجنوبي الكيان السياسي المفوض منذ مايو 2017م من قبل جماهير شعب الجنوب العريضة بأن يكون الحامل لقضية الجنوب على ضوء إعلان عدن التاريخي, والطرف الثاني هو الحكومة الشرعية الفاقدة للشرعية في العاصمة عدن وفي الجنوب عامة والتي لم تقدم شيئا ولم تحقق نصرا بل وتفتقر لمقومات الحكم وبالتالي للقاعدة الجماهيرية. المجلس الانتقالي الجنوبي لديه إحاطة شاملة وملف كامل عن قضية الجنوب سوف يستعرضه أثناء المناقشات ويعرضه للمتحاورين من طرف الحكومة الشرعية اليمنية والتي لا يخفى عليها شيء هي الأخرى لأنها ليست غريبة ولا بعيدة عن ما جرى للجنوبيين من قبلها وهي أدرى بما اقترفته من جرائم بحقهم, وكل شيء حدث للجنوبيين بسببها كامتداد للنظام اليمني الاحتلالي من 1994م موثق. وتعلم به كل الدول وفي مقدمتها العربية شعوبا وحكومات حتى وإن تظاهروا الجهل فإنهم اليوم يدركون ما معنى الجنوب والجنوبيين والدليل قناة الجزيرة لأول مرة نسمعها تنطق كلمة الجنوب والجنوبيين وتقول أن رئيس الحكومة الشرعية جنوبي ووزير الداخلية جنوبي ووزير النقل جنوبي وأغلب الوزراء جنوبيين تسأل وتتساءل لماذا الجنوبيون يثورون عليهم؟ وكأنها لا تدرك أنهم يساعدون في إذلال بني جلدتهم, سؤال فيه استعباط واستهبال للجنوبيين يخدم حزب الإصلاح وجماعة الإخوان المسلمين. إذن ملف قضية الجنوب هو أصلا مفتوح ومكشوف للجميع ولكن ربما هناك من يعبث ببعض محتوياته للاسترزاق وتحقيق مآرب ذاتية ومصالح شخصية على حساب المظلومين. وحتما النقاش سينحى منحى آخر نزولا عند رغبة شعب الجنوب يركز على شكل وأدوات ‘دارة العاصمة عدن خاصة والجنوب عامة, سلطات وحكم جديد جنوبيي الهوية خالية من الشوائب نظريا وعمليا. والورقة التي بيد المجلس الانتقالي الجنوبي ويحملها للحوار في جدة كطرف أول هي الحشود الجماهيرية الجنوبية الغفيرة الكاسحة من كافة محافظات الجنوب ومناطقه من باب المندب إلى جاذب وحوف تلتقي في ساحة العروض بخورمكسر العاصمة عدن يوم الخميس الخامس عشر من أغسطس 2019م الجاري, أي بعد غد معبرة عن تأييدها المطلق للمجلس الانتقالي الجنوبي ودعمها لخطواته في سبيل تحقيق أهدافها, ومعلنة تمسكها بخيارها الذي لا رجعة عنه في استعادة دولة الجنوب وبالآليات التي سيتم بها تشييد بنيانه, مجددة ثقتها برئيسها عيدروس قاسم الزبيدي وبمجلسها الانتقالي مؤكدة تلاحمها مع قواتها العسكرية والأمنية والعمل بتوجيهات الرئيس عيدروس بشأن تحرير مكيراس وبيحان وحضرموت الداخل – الوادي والصحراء – وبالتالي, فإن الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي يكتسبون شرعيتهم من الحشود الجماهيرية الجنوبية الغفيرة وهي الشرعية التي نؤكد للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والجامعة العربية والتحالف العربي بقيادة السعودية وكافة المنظمات العربية والإقليمية والدولية أن تعمدها من الآن وصاعدا دون تأجيل أو تأخير. فأي ورقة يملكها الطرف الثاني الذي يسمونه الحكومة الشرعية؟!