من حق أنصار الإنتقالي أن يحتفلوا "مليونية"... الخ. لكن أن يحتفلوا بنصر عسكري سالت فيه دماء جنوبية، أو أن يدعوا أن هذا نصر وطني. علينا أن نكون ضد ثقافة اختزال الوطن بحزب أو مكون سياسي، والإستخفاف بالعقول بالنسب وحكاية الأغلبية و 99٪. كالعادة ستشتعل بل قد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي حول" المليونية" في عدن، الأعداد وصور حقيقية وصور قديمة. وتيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي، ولم يعلن إنفصال... الخ. فريق يدعي الإنتصار والهزيمة للآخر.
بهذه الثقافة لم ولن نبي أوطان، وقيل "الأسد أو نحرق البلد". نحن نمارس هذه الثقافة في اليمن بشكل أو بآخر. لست ضد الإنتقالي كمكون سياسي، أو ضد الشرعية كسلطة. مشكلتنا "الحدية" في الرأي، التعصب لفكر سياسي معين.
تتحول احزابنا السياسية إلى ملكية خاصة لزعيم أو مجموعة "شلة". وتتحول السلطة إلى ديكتاتورية. لأنه لا يوجد، وهذا مهم جدا، تصحيح ذاتي، اي إنتقاد من بعض القيادات أو المناصرين لحزبهم أو مكونهم السياسي. بل تخندق للدفاع بحق أو بباطل.
هذا يلاحظ اليوم بوضوح، التعصب والشخصنة والتطبيل، ورفض بل العداء لكل منتقد. أي أننا نصنع بأنفسنا قواعد بناء الديكتاتورية.
تتجلى هذه الحالة في قصة فرعون، وهو النموذج الأعلى للديكتاورية في قوله تعالى: "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين"
قال ابن الأعرابي : المعنى فاستخف قومه فاستجهل قومه فأطاعوه لخفة أحلامهم وقلة عقولهم ، يقال استخفه أي حمله على الجهل.
كتب وابحاث ودراسات ونظريات غربية تحولت إلى استراتيجيات لدول، بما عرف بنظرية الصدمة والحرب الناعمة، من خلالها يتم التحكم بالعقول "الفكر" ومن ثم بمصائر الشعوب. الجهل هو من يمنعنا من إدراك ذلك، ويسهل على الدول العظمى السيطرة علينا كأحدى الأمم الصغرى القابلة للاستعمار، وتبني أجندات دول خارجية لنحولها لأجندات وطنية، وخلق حروب أهلية تعرف ب "الحروب بالوكالة".
وأي استخفاف بالعقول أعظم من قتل الأخ لاخيه!!!
فكم منا وفينا من استخف بعقله وحمل على الجهل؟ #كبر عقلك.