في البداية أتقدم بأحر التهاني والتبريكات لكافة قيادات وقواعد حزب المؤتمر الشعبي العام بمناسبة الذكرى ال 37 لتأسيس حزبهم الوطني الرائد والكبير الممتد إلى كل بيت في ربوع اليمن السعيد. وإذا كان لي من كلمة في هذه المناسبة التاريخية فمن الإنصاف أن اتطرق إلى الجوانب المشرقة في هذا الحزب المدني العملاق الذي حكم اليمن عقودا من الزمن نختلف او نتفق حولها؛إلا أن حزب المؤتمر الشعبي العام كان محطة تاريخية تمت صياغتها بأيادي يمنية في العام 1982م ليمثل بيتا جامعا لكافة المشارب السياسية المختلفة ورافعة للعمل الوطني الذي كان من أبرز أهدافه الحفاظ على النظام الجمهوري وتحقيق الوحدة اليمنية المباركة وبناء مؤسسات الدولة المدنية. لقد كان حزب المؤتمر الشعبي العام حزبا وطنيا في نشأته خرج ونبت من الأرض اليمنية وليس له أي امتداد دولي او اقليمي كل افكاره وأدبياته مستوحاة من الثقافة اليمنية المحلية الأصيلة وليس له أيدلوجيا او موروث ثقافي مستورد؛ تميز بالمرونة في تعامله مع غيره من المكونات والأحزاب السياسية وتعود على ثقافة التسامح والتعايش السلمي؛معظم منتسبيه يميلون للتدين الفطري الوسطي المعتدل. ظل حزبا مرتبطا بالهموم الوطنية والقضايا المجتمعية الشعبية في معظم مراحله بحكم نموه في رحم السلطة وترعرعة في كنف الدولة الذي جعل منه أكبر الأحزاب اليمنية تواجد في الساحة وأوسعها انتشارا في ربوع اليمن السعيد. وكان من الطبيعي لحزب عرف بأنه حزب الدولة الذي لم يجرب العيش خارج السلطة أن ترتبط به شبكات كبيرة من المنتفعين والمصلحيين الذين حولوا أهداف الحزب الوطنية إلى مصالح شخصية أثرت على مسيرة الحزب الرائدة. ويتميز حزب المؤتمر الشعبي العام بأنه لا يميز بين منتسبيه ولا يفاضل بين اعضائه ولا يشترط في عضويته سوى أن تكون يمنيا فقط ؛لذلك كان من الطبيعي أن ترى أفراد تقلدوا مناصب رفيعة في الحزب كانوا قد قدموا من أحزاب وتيارات أخرى وهذا لم يحدث إلا في حزب المؤتمر. وللأمانة ومن خلال احتكاكنا بقيادات وقواعد حزب المؤتمر في ميادين السياسة المختلفة لسنوات طويلة ؛فإن معظم أن لم يكن كل القيادات المتطرفة والمتعصبة فيه التي تبالغ في خلافاتها وتبالغ في العداء لغيرها؛إذا ما جئت لتبحث عنها تجدها أنها قيادات قادمة من أحزاب ومكونات وتيارات آخرى وليست من طينة وتربة الحزب التي ترعرعت فيه وتربت في مقراته منذ البداية؛ وربما كان هدف تلك القيادات هو إثبات صدق انتمائها الجديد وولائها للحزب. اليوم وفي الذكرى ال 37 لتأسيس هذا الحزب العملاق التي تأتي والوطن الحبيب يمر بمنعطف تاريخي خطير؛ من الضروري أن يلملم هذا الحزب الكبير اوراقه ويعود لصدارة المشهد من جديد ويسهم بفاعلية في حلحلة الأمور المعقدة لما له من رصيد وتجارب أكثر من غيره؛ ويتطلع إلى الأمام ويتجاوز خلافات الماضي والخصومات السياسية بكل سلبياتها ولا يلتفت إلى الوراء؛ ويتجاوز الأصوات النشاز المأزومة في صفوفه التي لا تزال تلوك شماعة الخصومة مع ثوار 11 فبراير وأحزابها السياسية ؛فالوطن يتسع للجميع وبحاجة لجهود الجميع.