تابعت كقيري من الإعلاميين والصحفيين سياسية الخطاب الإعلامي التي بات يسوقها إعلام المجلس الانتقالي الجنوبي والإعلاميين الذين يتحدثون باسمه أو المحسوبين عليه منذ التداعيات وحالة التوتر مع الشرعية إلى انفجار الموقف وتمكن قوات الانتقالي من السيطرة العسكرية على العاصمة السياسية المؤقتة عدن إلى ألان. فلم أجد في نبرة المكانة الإعلامية للانتقالي ذلك الخطاب المسؤول المرن إلا في حالات نادرة والناس تتابع وتعرف أن الإعلام نصف المعركة العسكرية والسياسية. على الأرجح أن قيادة الانتقالي التي انشقلت بتراجيديا الأحداث المتسارعة ونشوف السيطرة لم توجه مطبخها الإعلامي على الخروج إلى الشارع الجنوبي بلغة إعلامية واعية تطمئن الجميع وترك عقلية المنتصر النزق. ظهر أعلام الانتقالي متطرفاً متوتراً ملقياً الطرف الآخر أي الشرعية عليها كل صنوف التهم المريبة المرعبة التي كانت في السابق الفساد فقط لتنتقل إلى الإرهاب والقاعدة والدواعش والعمالة والارتزاق والعداء للجنوب هذا الشحن والتعبئة شجعت في الأيام الأولى قواته إلى ارتكاب حماقات وانتهاكات سافرة تمثلت في اقتحام حرم المنازل ونهبها وأن كانت محدودة لكن تسجل من الأخطاء المؤسفة وإلى معسكرات الجيش التي تم نهبها بالكامل بل وتسليمها من المواطنين أمام مرى ومسمع قوات الانتقالي المفترض منها حمايتها كممتلكات عامة وإصدار توجيهات صارمة بعدم المساس بها ومنها معسكر بدر الذي يقع فيه ديوان وزارة الدفاع ووثائق وبيانات الجنود والضباط في دائرة شؤون الأفراد ودائرة شؤون الضباط. كل الأجهزة والكمبيوترات بما فيها بيانات ومعلومات نهبت وإتلاف جزئي لارشيف شؤون الأفراد. بل المأساة أن أيادي النهب والسلب اقتحمت منزل مدير دائرة شؤون الأفراد بوزارة الدفاع العميد الخضر مزمبر في ريمي ونهبت جميع الأجهزة الإلكترونية والكاميرات الحديثة الثمينة الخاصة بالبطاقة العسكرية الجديدة فضلاً عن نهب سيارته ومنزله الشخصي من سفهاء القوم. ويعرف القاصي والداني أن هذا المسؤول المحترم يمثل النموذج في هذه البلد المنهكة ويجمع على وطنيته واخلاقة واخلاصة العامة عسكريين ومدنيين. صحيح ان للحروب كوارثها وماسيها لكن ماكان أعلام الانتقالي حريص على إشاعة روح الإخاء والمحبة والثقة وتوعية الناس وعلى رأسهم جنوده وقياداته الميدانية بمنع وتحريم أعمال النهب والسلب والاقتراحات للمعسكرات ومنازل بعض القيادات التابعة لشرعية الرئيس هادي. واللافت في هذه الحرب التي اعتبرها عبثية الغياب لقيادات الانتقالي عن الشارع وعن الحضور المجتمعي في أوساط الناس لاسيماء في عدن منذ انتهاء المواجهات وأحكام سيطرتها ظهرت مرتبكة وتركت الحبل على القارب واعلامها متخبط لم نسمع لمسؤول انتقالي نزل إلى معسكر أو مؤسسة حكومية لماذا لم تنفتح؟ !حتى الذي عرفوا بعقلياتهم القيادية والسياسية أمثال فضل الجعدي وأحمد لملس وأحمد بن بريك وعبدالله احمد الحوتري وعبدالناصر الوالي وقلة قليلة أخرى لم نرى لهم ذلك التحرك والنشاط الذي يرتقي إلى مستوى المشهد الذي مازال ضبابي. هذه الحرب المجنونة التي امتدت إلى شبوة وأبين وأصدر الانتقالي بيانين بتوقيفها. كونها كما قلت عبثية ويخطى من يقلل من كارثيتها وماخلفته وتخلفه من مآسي وجراح غائرة وتدمير طال كل شي واحدث شرخ عميق في النسيج الاجتماعي يحتاج إلى وقت لتضميده ومعالجته وأقصد بين الجنوبيين كون هناك من استمراء وابا واستكبر واستحضر المناطقية والعنصرية والجهوية والقروية التي كان قد تجاوزها الجنوبيين بالتصالح والتسامح وهم يبحثون عن دولتهم المخطوفة منذ 29 عاماَ. وحالياً قد تضيع قضية شعب عظيم مهرها بالدماء الزكية وقدم من أجلها الآلاف من الشهداء الأبرار والجرحى. يقال تضيع الأوطان عندما يعتقد الحمقى أنهم الأفضل وهذه مصيبة. نعود إلى أعلام الانتقالي الذي سيطر على مؤسسة وصحيفة 14 أكتوبر الرسمية العريقة التي تصدر من مدينة عدن المنكوبة. شخصياَ تاسفت وماكنت متوقع أن تصدر الصحيفة اليومية ولم تنزل صورة الرئيس الشرعي المعترف به محلياً وإقليمياً ودولياً عبدربه منصور هادي في صفحتها الأولى. تابعت إعداد منها ولم تظهر صورة الرئيس هادي ولو من قبيل إسقاط الواجب أمام الرأي العام المحلي والخارجي تصدرت صفحتها الأولى صور اللواء عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك وفي الأسفل احمد الحامد ووالخ ألم يقل الانتقالي انه معترف بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وماذا بعد ندخل الاسبوع الرابع من القتال الداخلي الجنوبي لم ارى اية رسائل اطمئنان يوجها الانتقالي إلى الشارع الثابت أن إخفاق الانتقالي اكد ضياع الرؤية والمشروع الوطني المدروس لما يرفعه من عناوين وشعارات ومليونيات تفويض شعبي لاستعادة دولة الجنوب التي لن تأتي والجنوب بهذا الوضع من التمزق والانشقاق والخارج لن يلتفت ولن يعترف بقضية تتنازعها أطراف مختلفة لم تتنازل لبعضها لتوحيد صفها المتاثر قد تكون هذه الأحداث تأخر الوصول إلى الهدف الوطني السامي لهذا الشعب المغلوب على أمره إلى اجل غير مسمى لاسمح الله ما تناولته سلفا نصائح ونقد يجب أن يتسع صدره لقبول الرأي والرأي الآخر وللحديث بقية ودمتم والوطن بالف خير وسلام.