قادتهم بطونهم الى الساحات واحلامهم الحافيات اليها مع بصيص أمل بان تملئ الامارات جيوبهم بالدراهم ، و تدافعوا موالي الامارات من بدو المثلث الى المعلا وبدو اطراف حضرموت وشبوة الى المكلا ، ولا غريب في ذلك والفقر ضارب الاطناب في وطني ، والبحث عن مايسد رمق الاطفال من املاق حق مشروع للجميع وان بتعفف . تواكب البدو الى ساحاتهم لتقديم فروض الطاعة والولاء للامارات على خيانتها لليمن والغدر بشرعية دولتها المنقلب عليها في عاصمتها الاولى والثانية ، ورفع هتافات التحميد والتمجيد لها على ذبحنا وقتلنا كل يوم وحصارنا و تجوعينا وتصدير الموت الزؤوم من عليا سماءنا التي لا تقطنها الا الزاهرات من النجوم ، وماء المطر ، وضوء القمر قبل ان تستولي عليها وتنتهك سحرها الليلي الجميل اماراتكم الموعودة بارث بلدي العظيم . لا الوم بيعتكم الخاسرة لها لان الجوع كافر ، ولكنها الاوطان لا تباع ياقطيع من البدوان ، اشبعوا جوعكم منها ان استطعتم ، وكلوا من فوق رؤوسكم ولا تبيعون انفسكم لها ولا تقبلوا الذلة و الخنوع ، الا ان رضيتم بان تصبحوا عبيد رق تبيعكم في الاسواق لان لا مكان لكم على هذه الارض التي تتنازلون كل يوم يوم عنها وتسعون لبيع ترابها الوطني والذهبي بثمن بخس ، لا يتعدى قيمة قطمة رز ، وعلبة رنج ، وتخزينة قات ردئ . يحز في نفسي وتقتلها الندامة بقول هذا الكلام ، ولكنني مجبرا لابطل على قوله ومصارحتكم بالحقيقة المرة التي تجهلون ، انها تطعمكم اللقمة المغموسة في برك الدم المسفوح على ابواب المدينة وفي كل شبرا من بلاد اليمن ، ولكنها قد افقدتكم نخوة الابطال من رجال اليمن وانتزعت منكم عنوة غيرة الاحرار التي من بطنها يولدون ، وقتلت ضمائركم الميتة اصلا ، وابقتكم امعات لا تلون على شي من وطنكم وتقبلت اللعبة بكم مقابل رهان مقبوضة في الخليج ، وباي مذلة سيتكلم التاريخ عنكم يامن تقايضون وتسعون لتحقيق احلامكم المريضة باعراضكم الشريفة التي اسقطتموها بايادكم الاثامات في مستنقع ووحل الخليج. ولم نندم على تفريطكم في كل شئ حتى خياناتكم قابلة للنسيان ، الا حرمان مشاركة ابناء الوطن في حفلة الوداع الاخيرة للامارات من بلاد اليمن مهد العروبة والحضارات .