لطالما بحت أصواتنا وملت أقلامنا ونحن نطالب ونناشد قيادة الانتقالي بتفعيل دور الاعلام واعطاءه الاولولية في سلم إهتمامات المجلس. جميعنا يعلم اهمية الدور الاعلامي وضرورته خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الجنوب، ويمكن تلخيص تلك الحاجة الماسة للاداة الاعلامية الفاعلة في تسليطها الضؤ ولفت أنظار العالم صوب قضيتك واهدافك كمكون نضالي وسياسي تقع على عاتقك مسؤولية تحقيق تطلعات شعبك وإستعادة وطنك. لذا من الواجب على الانتقالي فعلا إعادة ترتيب أوراقه المؤثرة بما فيها ورقة الدور الاعلامي. وسأرد هنا قصة المثل القائل" أعيا من باقل " لتوضيح سبب هذا العتب ومبعث الحنق! باقل! هو رجل من ربيعة يضرب به المثل في العي والعجز وقلة التدبير. وكان من شأنه ان أشترى ظبيا بأحد عشر درهما ثم ربطه بحبل وجره خلفه حتى مر في طريقه على قوم، فسألوه : بكم أشتريت الظبي؟ فمد "باقل " يديه وفرج بين أصابعه وأخرج لسانه، يقصد "احد عشر "، فأفلت الظبي منه وهرب، وصار يضرب به المثل في من يعجز عن التعبير والافصاح عما يريد .. اليوم! وعلى الرغم من البطولات والمآثر التي إجترحها الجنوبيون خلال الحرب الاخيرة والدور التاريخي الذي لعبوه الى جانب التحالف العربي في إفشال مخططات المشروع الفارسي التوسعي، ناهيك عن قضية ملهمة تتمثل في الرغبة بإستعادة الوطن هي من شكل الدافع الوجداني لصمود الجنوبيين طيلة سنوات الحرب وحتى اليوم، عدا ان كل ما تحدثت عنه هنا تقريبا لم يغادر على المستوى الاعلامي جغرافيا الجنوب نفسها وربما بعضا من دول الجوار كذلك! .. ترى لماذا؟ لانه ببساطة لازلت حتى الساعة لا تمتلك اداة إتصال رسمية تربطك بالعالم وتمكنك من التعبير عن قضيتك وكذا تنقل اخبارك وتغطي احداثك اليومية، اتحدث عن قناة فضائية تبث مجريات الداخل كمصدر رسمي يعتمد عليه اعلام الخارج ، دعك هنا من وسائل التواصل الاجتماعي وعلى أهميتها النوعية الا انها تظل وسيلة خجولة وليست رسمية ليتم التعامل عبرها مع الاقليم والعالم الرسميين. أنظر الى حالك عندما يهم وفد دولي ما او منظمة حقوقية معينة او حتى فريق إعلامي خارجي في إستسقاء معلومات رسمية ومؤكدة او متابعة احداث حية تحدث في مجتمعك، فلا يجد وسيلته المعتادة في ذلك وهي القناة الاعلامية التي تمثل ذلك المجتمع وشعبه وتلك الجغرافيا وقضاياها، لذا ليس عيبا توجهه صوب قنوات أخرى تحميل عناوين مشابهة وتحت يافطة "ذات صلة " .. تجدر الاشارة الى الدور البطولي الذي تلعبه الدائرة الاعلامية بالانتقالي في محاولة نقل ما يدور جنوبا بشفافية لكنها في الاخير تظل أصواتا منفردة تحتاج الى المساحة الكافية في مواجهة الألة الاعلامية المضللة والمناهضة الحق الجنوبي . غاب الاعلام الرسمي فغابت الحقيقة عن المتابع والمهتم، وغابت قنواتك الفضائية فغاب صوتك عن العالم الحر، ومحصلة ذلك قطعا ان قضيتك ستتاخر كثيرا في دولايب الاماني .. فمتى نتتحرر من عقلية "باقل "؟ مطلبنا قناة فضائية حقيقية .