يحق لنا ان نشفق على تيارات واجنحة تصلبت عظامها عبر استدرار النفوذ التركي او الايراني في المنطقة العربية ، ذلك النفوذ الذي يسير نحو انحساره واضمحلاله - فيما احسب - عطفا على مؤشرات عديدة . من البديهي ان تفرعن الدور التركي الايراني نتيجة طبيعية لغياب الدور المصري وستعني عودة مصر تطهير الملعب من اي دور غير عربي .
ان قواعد وسنن الدور المصري ثابتة لاتتغير واذا كان هناك طريقة صحيحة وطريقة خاطئة فهناك طريقة ثالثة هي الطريقة المصرية الفريدة . ولعل فشل الثورة الزائفة في مصر والاصطفاف غير المسبوق من جموع الشعب المصري مع الجيش والشرطة لايعني ان مصر تحررت من عقالها فحسب بل وقد يؤدي الى انحسار ضوضاء التواصل الاجتماعي والاعلام الغوغائي بشكل عام . ابسط قوانين مصر تؤكد على التالي : 1- من يفشل في مصر لاينجح في غيرها : فبريق الناصرية كمثال في العالم العربي هي انعكاس لتفوقها في مصر وانتكاسة الاخوان في مصر " كمثال مزعج للبعض " يعني تفككهم في باقي البلدان وهلم جرا . 2- لاتتالق مصر الا بقوميتها وارتباطها بالمحيط تقول بهذا ازهى ثلاثة عصور في تاريخها مينا موحد القطرين ، ومحمد علي باشا باني الدولة الحديثة ، وجمال عبدالناصر ذروة النفوذ والتحدي ومقارعة الاستعمار والانحياز للفقراء والمحرومين 3- انكفاء مصر وتقوقعها لاينتج سوى غياب المشروع العربي واستحكام الوصاية وغياب فرص النهوض والتحرر . 4- وجود النفوذ المصري في المنطقة هو نفي مباشر و اوتوماتيكي لاي نفوذ اخر وسقوط لبلطجة الغرباء . 5- مفاهيم الصراع وتكييفه تختلف بشكل كلي في ظل الوجود المصري وهي حقيقة تاريخية ليست محل شك بتاتا
من المؤكد ان الاطراف التي تتلقى الدعم وتتبلطج وتسرح وتمرح في الجنوب - كما يفعل الاصلاح في الظرف الراهن - ستتضرر ضررا بالغا اذا انقلبت الطاولة راسا على عقب وتوقف الدعم الاقليمي ، وحينها سيتجهون للتسول في المساجد او سيركبون زوارق بحرية سريعة للنفاذ بجلودهم من قبضة الشعب وكلبشات العدالة .
على حافة الوطن : " قائمة الاشياء التي لم تعد تهمني ، في تزايد مستمر "