هنالك أنباء معلنة عن قرب عودة أرامكو السعودية الى مستوى إنتاجها الاعتيادي قبل 20 اكتوبر القادم، واذا صدقت هذه الانباء حقا فهذا يعني ان الاضرار التي خلفتها هجمات الطائرات المسيرة على معملي بقيق وخريص التابعة لارامكو النفطية لم تكن جسمية جدا الى الدرجة التي راهن عليها الايرانيون، خاصة عندما تسمع التصريحات الايرانية التي تربط ايقاف هجمات تلك الطائرات بوقف الحرب في اليمن في اشارة الى الدور السعودي الذي يبدو انه ازعج كثيرا أدواتها هناك. لكن ثمة تساؤلات مهمة ستبرز هنا! خصوصا بعد خطابات الإدانة الواسعة والمواقف الدولية المتضامنة التي خلفتها هجمات ارامكو حينها والتي يبدو انها أفقدت إيران كثيرا من الاصوات المتعاطفة معها وتحديدا الاروبيين المعنيين بالاتفاق النووي مع ايرن! إذا، هل بالفعل إنقلب السحر على الساحر وباتت إيران اليوم محشورة في الزاوية الأضيق التي ستجعلها تعيش عزلة دولية ربما اكثر من اي وقت مضى؟ إم ان لدى الايرانيين رأي أخر وأبواب أوسع تمكنهم من تجاوز هذا الإرتداد المفاجئ؟ وهل ستقف روسيا والصين هنا متفرجتان هكذا أمام الضائقة التي يمر بها حليفهما الابرز في المنطقة؟ تركيا هي الاخرى هل حان الوقت المناسب لتلعب دورا أكثر تاثيرا وتبدأ بالتغلغل في الملف اليمني؟ إيران، قطر، تركيا، وحتى روسيا جميعهم راغبون بالتدخل وبقوة في الملف اليمني، عدا ان بقاء ملف هذا البلد تحت البند السابع وتكليف لجنة رباعية بعينها عبر الاممالمتحدة في حل أزمته قد حجم كثيرا أدوار تلك الدول من خارج الرباعية. الامر الذي يفسر الكم الهائل من الضغوطات الدولية التي بات يعانيها قطبا التحالف العربي خاصة السعودية والحاجة الملحة في ضرورة إنهاء الازمة اليمنية. فمتى تدلف المملكة الى إيجاد حوار حقيقي يشمل جميع فرقاء هذه الازمة تمهيدا للحل الشامل؟ وإنعتاقا لها من كوابيس اخرى مشابهة لكابوس ارامكو؟! أود الاشارة الى ان إستمرار حالة الفشل في حل الازمة اليمنية سوف يضع الاممالمتحدة فعلا امام العالم في موقف المتخاذل والعاجز، وسيثير الكثير من علامات الإستفهام ايضا حول جدوى اللجنة الرباعية ومدى قدرتها في إدارة ملف تلك الازمة! ولعله الامر الذي يبرر مشاكسات الاخرين في إصطناع مزيدا من التعقيدات امام هذا الملف!