في الأيام التي اعقبت سيطرة الانتقالي وقوات الدعم والحزام الأمني على عدن, اختفى الكثير من عناصر التخريب والفوضى وباشرت المرافق بعملها, وتوقع الكثير ان تتم تغييرات في طبيعية عمل الدوائر الحكومية والانضباط والتفاعل مع طوارئ الخدمات العامة للمواطن, وظهر حماس لدى العديد من الشرفاء في الجنوب للعمل بصدق ليس من اجل تصفية الآخر أو ازاحة أحد من موقعه ولكن من أجل التنافس في خدمة عدن واهلها طالما تلك مصلحة وطنية ومن اجل تقديم نموذج في الانضباط والعمل وإزالة بعض الصور السلبية بتعاون الجميع.
لكن مايلاحظ ان هذا التوقع وهذه المشاعر وهذا الخوف يتلاشى تدريجيا مع اخبار حوار جدة الذي يتوقع الكثير منه خير وربما ليس كل الخير يحصل أو نعود لمربع حليمة ويعود كل طرف يحمي من معه ويدافع عن سلبياته.!
على سبيل المثال تقاعس جهات خدماتية عن عملها... وإهمال بعض خدمات الطوارئ لواجباتها مثل طورى الكهرباء هذا الامر يتطلب تفاعل من غرفة المتابعة للخدمات في عدن , فتصوروا في إحدى الأحياء السكنية (حي التقنية) كمثال فقط طوارئ المنصورة لايردون على الهاتف منذُ منتصف ليلة أمس حتى ساعات مابعد الصباح وهم طوارئ من اجل اصلاح خط كهرباء انهار للشارع وقد يسقط العمود فوق رؤوس المارة !! وهكذا كمثال فقط وربما الحال نفسه في طورى بعض اقسام الخدمات الأخرى في عدن وكذلك اقسام الشرطة التي تتطلب أهمية الاهتمام بها بشكل أفضل من سابق وبمظهر رجال الشرطة والحزام من حيث اللبس والحلاقة لانها تعكس هيبة الجندي.
الى جانب عدم تفاعل القيادات مع دعوات البحث عن حلول لمشكلة تأخر المرتبات وحث التحالف على تفعيل ضغطهم واقناع الحكومة لصرف المرتبات وعدم ربطها بحوار جدة. وهذا يتطلب من قيادة المجلس الانتقالي تحرك عاجل, لان وضع الكثير ممن ليس لديهم مداخل أخرى غير معاشهم وضعهم وضع صعب جدا, فارحموا قوم ورجال قدموا للوطن الكثير ولم يستفيد منه غير القليل. وربما استفادوا منه غيرهم أو بعض من يخربونه أكثر ممن يحرصون على سلامته ويدعون لاستقراره بصدق وإخلاص وهذه من عجائب الزمن في هذا الوطن الحبيب
ان ينصف ويُرفع ويرقى من يكذبون ويُهمل ويُهمّش من يصدقون.!