دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    تضامن حضرموت يحلق بجاره الشعب إلى نهائي البطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت بفوزه على سيئون    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    مجلس وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل يناقش عدداً من القضايا المدرجة في جدول أعماله    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    صواريخ الحوثي تُبحِر نحو المجهول: ماذا تخفي طموحات زعيم الحوثيين؟...صحفي يجيب    المنخفض الجوي في اليمن يلحق الضرر ب5 آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي باليمن    انهيار حوثي جديد: 5 من كبار الضباط يسقطون في ميدان المعركة    نائب رئيس نادي الطليعة يوضح الملصق الدعائي بباص النادي تم باتفاق مع الادارة    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    كان طفلا يرعى الغنم فانفجر به لغم حوثي.. شاهد البطل الذي رفع العلم وصور الرئيس العليمي بيديه المبتورتين يروي قصته    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    غارسيا يتحدث عن مستقبله    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أطباء اليمن لا يستحقون ما يتقاضونه من رواتب
في نظر الفريق الطبي الألماني الزائر لمستشفى الثورة بتعز
نشر في الجمهورية يوم 25 - 10 - 2007

د/ايمانوبليدس:إنتاجية الطبيب اليمني ضعيفة ولابد من تطوير الكادر الطبي في المستشفيات العامةد/عبدالملك السياني:نسعى لهيكلة شاملة ولا نستطيع شراء قطعة شاش دون إذن الوحدة الحسابيةعشرات المرضى الذين يعانون أمراضاً مستعصية استفادوا من خدمات الفريق الطبي الألماني الذي يواصل إجراء العمليات الجراحية المختلفة في مستشفى الثورة التعليمي بتعز إلا أن رئيس الفريق وإدارة المستشفى يرون ضرورة لتطوير النظام الصحي في اليمن بشكل عام وتطبيق تجربة نموذجية في مستشفى الثورة تقوم على الاستقلالية المالية والإدارية لإحداث التغيير المنشود وبما يضمن فاعلية أداء الكادر والارتقاء بمستوى الخدمات والتغلب على تخلف النظام الحالي والذي ترافقه معوقات كثيرة ، حول هذا وذاك تركز اللقاء مع رئيس الفريق الألماني ومدير عام المستشفى بالحوار التالي:
الفريق الطبي الألماني يجري عمليات جراحية في مستشفى الثورة
تطور محدود
د/ايمانوبليدس رئيس الفريق الطبي الألماني تحدث بداية:
لاحظنا تغييرات حصلت خلال ال10 سنوات الماضية ولو أنها قليلة مقارنة بالجهود التي بذلتها ادارة المستشفى لأن العاملين غير مواكبين للتطورات ، والخصوصية الثانية سعي الأهالي قدر الإمكان لإيصال مرضاهم وخاصة الأطفال ذوي الأمراض المستعصية للاستفادة من خدمات الفريق ووقتنا محدود فنحاول اجراء العمليات الجراحية المعقدة بأكثر قدر ممكن ومن خلال ما نقوم به وتقييمنا لعمل الزملاء اليمنيين نجد المشكلة في أن نيتهم في العمل والتطور والفاعلية في الأقسام ضعيفة جداً فما يقومون به الآن من الصعب أن يقوم عليه مستشفى ولابد من تطوير الكادر الطبي وأن يبدأ التغيير من هنا.
عمليات جراحية
وعما يقدمه فريق جمعية هامر فوروم الألمانية قال رئيسه: منذ عشر سنوات كانت زيارة سنوية والآن مرتين في العام والآن نعمل منذ أسبوع عمليات جراحية مستعصية لا يقدر عليها الأطباء اليمنيون في المستشفى وخاصة للأطفال والحاجة كبيرة جداً لخدمات أكثر بسبب كثرة الحالات وخطورتها وما نقوم به ونقدمه هو قطرة في بحر ولو جاء كل أطباء أوروبا لما تمكنوا خلال فترة أسبوعين من إجراء العمليات المطلوب اجراؤها للمرضى « لأن الطابور طويل والإمكانيات البشرية في المستشفى قدرتها الانتاجية ضعيفة وبمقارنتها بإنتاجية الأطباء في أوروبا في مستشفى بهذا الحجم نجدها تمثل واحداً في المئة ولهذا أكدت في كلامي أن فاعلية الأطباء في اليمن بشكل عام متدنية وضعيفة من حيث الانتاجية ولهذا نقوم كفريق متكامل بإجراء عشرات العمليات الجراحية في أيام ولكل دوره الفاعل ووسيلته إلى جانب ما توفر وبالذات في صالة عمليات مركز الحروق ونأسف لاضطرار طبيبة من أعضاء الفريق إلى العودة إلى ألمانيا بسبب انكسار منظار يمثل وجوده ضرورة للقيام بمهامها وسينظم من الأسبوع القادم طبيب تجميل ولمدة أسبوع في اطار مهمة الفريق، ونتمنى أن الأطباء اليمنيين أكثر فاعلية وهذا يتطلب تغييراً على مستوى النظام الصحي في اليمن عموماً وعلى مستوى كل مستشفى على حدة.
رفع كفاءة الكادر
وعن جوهر التغيير المقترح أكد الخبير الألماني أولوية رفع كفاءة الكادر الطبي والانضباطية في العمل وأضاف قائلاً: الملاحظ أن كثيراً من الأطباء لا يحضرون خلال فترة دوامهم الرسمي كاملاً وإن حضر بعضهم لا ينتجون مع أنهم يحصلون على راتب وهذا خلل ليس موجوداً في أي مكان في العالم وهو ما يمكن أن يؤدي إلى صدمة للنظام الصحي في اليمن «د.ايمانويليدس يتحدث بصراحة لأنه أصبح واحداً من الأطباء «المترجم» وهذا من الهموم التي يشعر بها المسئولون عن رسم السياسة العامة، وطالما نحن الألمان نساعد من أجل احداث التغيير فلابد من استقلالية مالية وإدارية للمستشفى فحينها يستطيع تحسين خدماته وبمايمنع التأثير السلبي في قرارات الإدارة وهو ما يساعدها على التغيير بدءًا بالأشخاص وتحديد وقت عمل الطبيب ووضع برنامج يقلل من انعكاسات الاجازات الطويلة وبدون ذلك تبقى معوقات لأي تطور منشود فمن لا يعمل لا حق له في الراتب.
احترام انسانية الإنسان
وعن إحساسه برغبة اليمنيين بالتطوير قال:
في الإسلام مبدأ: «ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» ونحن لا نشعر بالرضا والارتياح عندما نجد من لا يحترم الانسان في اليمن، بل يجعلنا ذلك نندم على مجيئنا إلى هنا، وهذا شيء واضح بالنسبة لنا فإما أن يتعامل الطبيب والأشخاص باحترام مع الانسان وإلا انسحبنا وهذا هو الموقف الصحيح فلا نقدر أن نقدم الكثير من الدعم اذا كان الأطباء غير فاعلين ولا متفاعلين مع الناس الذين يحتاجون خدماتهم ومع عدم استقلالية المشافي ونحن نقترح خطة لهذا الغرض تعتمد على تقييم الكفاءة والانضباط نأمل الأخذ بها وبموجبها سيتم الاستغناء عن كثير من الموظفين في مستشفى الثورة التعليمي بتعز ليبقى فقط المنضبطون وذوو الانتاجية العالية ممن يلتزمون بساعات الدوام وليس الكادر الذي يستهين بدوامه وهم كثر يحضرون لتناول الطعام وشرب الشاي والقهوة والنظر إلى السماء دون اهتمام بالمريض وحين يدخل إلى العيادة ينظر بين لحظة وأخرى إلى الساعة يريد الخروج هذا اذا حضر هؤلاء.. تعودوا على ذلك بسبب النظام الصحي الذي ارتبطوا به والذي يتطلب التغيير.
اليمنيون يحبون التغيير
ويستدرك الطبيب الألماني بقوله:
أعتقد أن كل انسان فيه جوانب إيجابية وعندي اعتقاد مطلق أن اليمنيين يرغبون بالتغيير نحو الأفضل وهذا أمر ممكن فعلى سبيل المثال في البلدان الاشتراكية في شرق أوروبا سابقاً كان الوضع أصعب مما هو في اليمن ولكنهم غيروا وتغير الوضع وأصبح الأجر مقابل الكفاءة والفاعلية فليس كل الناس سواء وأصابع اليد الواحدة كل واحدة منها تعمل عملاً ولها مكافأة فلا تساو بينها كما أن الرؤوس تتمايز بما فيها وبما يعرف أصحابها فمن يعرف أكثر ويعمل أكثر هو أفضل بكفاءته وانتاجيته ويستحق أجراً أفضل تبعاً لتباين القدرات ولكل حسب إمكانياته ثم لابد من أخلاق المهنة.. ووضع اليد على نقاط الضعف وأن نغير ونطور قبل أن ندخل في النفق وذلك يعتمد على دور الكادر الشاب فنحن نحتك بهم ويتعلمون معنا ويطبقون في النهاية لكن عندما يتعلم من القدماء في المهنة هنا يعتادون على ما أخذوه ممن تقادمت معلوماتهم في كثير من الجوانب إلا من طور نفسه وتبقى مسألة الدافعية للعمل ففي كل قسم في مستشفى الثورة بتعز 23 يعملون والباقون بلا عمل فمن أين ستأتي الانتاجية وتطور الأداء.. ففي هذاالمستشفى خمسمائة سرير المفروض إجراء 7000 سبعة آلاف عملية في السنة لكن لا تزيد في الواقع عن الثلث وليس فيها عمليات معقدة واذا حدث التغيير وزادت الانتاجية سيثبت الطبيب نفسه وسيشعر بالسعادة وتحسين الجانب الاقتصادي وحتى يثبت الكادر وجوده فإن البداية في الاستقلالية المالية والإدارية للمستشفيات وتغيير النظام الصحي بشكل عام اذ أن الشيء المخجل أن يطلب من المريض ألف دولار في اليمن مقابل عملية يجريها طبيب أينما كان وكأن هناك مزاداً مع ان العملية صغيرة حيث لا خطوط واضحة ولا قيم محددة ولكن في لقاءاتنا مع المسئولين نشعر بوجود إرادة سياسية للتطوير ونحن مع الاستقلال الاداري للمستشفيات أولاً وقد ناقشنا الدعم لهذه العملية في جمعية هامر فوروم واتفقنا على مساعدة عملية إعادة هيكلة مستشفى الثورة.. وقد بدأنا الدعم بمجالات الأشعة وقسم الأطفال، والمختبرات ، مركز الحروق، والصيدلة، وسنعمل على تغيير المستشفى بالكامل ولكن توقعوا أن النشطاء وحدهم سيبقون وسيخرج الباقون، ولا نعتقد أن الإنسان اليمني كسول بطبعه.
سوء النظافة
وقال: د/ايمانوبليدس:
الذي يجعل الطبيب كسولاً هو النظام الصحي المعمول به والمرء إن ولد في مكان لا يعرف الكسل كان نشيطاً ونأمل أن يكون مستشفى الثورة بتعز وأنموذجاً يحتذى بتطوره.. وأنا متأكد من أن المستشفيات الأخرى ستتغير أيضاً بعد ذلك فهناك نقاط ضعف متشابهة واذا قلنا النظافة سنجد المشافي الخاصة أفضل لأن هناك تقييماً لأداء العاملين والمقصر يعاقب ونعتقد أن اليمنيين أذكياء وليسوا حالمين وهم نفس التركيبة الانسانية الموجودة في العالم.. ولابد من استقلالية مالية وادارية في أسرع وقت للمشافي وسيعرف الناس حينها كيف سيكون العمل والانتاج فيها أما الوضع الراهن مقارنة بما في المانيا فالفارق كبير ب500 عام والأهم إيجاد القاعدة الاساسية ثم التطور شيئاً فشيئاً ونحن ندرك التطور النسبي الحاصل مقارنة بما كان قبل سنوات اذا كان اليمنيون ينفقون 500 مليون دولار على العلاج في الخارج في السنة فلابد أن نبذر البذرة كي نجني الثمرة وهذا ما نأمل أن يبدأ في مستشفى الثورة بتعز.
أجندة للتطوير
الدكتور عبدالملك السياني مدير المستشفى أكد من جانبه أهمية الشراكة مع الجانب الألماني والخدمات التي يقدمها الفريق وقال د/ايمانويليدس من حبه لتعز يريد تغييراً سريعاً ووفقاً لمنظوره فإن التغيير أمر صعب مالم تتوفر متطلباته ونحن لنا أجندة للتطوير تتوافق مع امكانياتنا وقد بدأنا في بعض الجوانب والخطوات لكن مشكلتنا أن كثيرآً من الأطباء لا يولون تطوير معارفهم واكتساب الجديد أهمية وهذا الجانب المتعلق بالتثقيف والتأهيل مهم لإحداث التغيير في أي مجال واذا بدأنا بالتغيير الذي يتصوره فسنجد القوانين والأنظمة أمامنا، أي أن الأمور لا تتم بسهولة لكن الاستقلالية المالية والإدارية مهمة إلى جانب وجود ميزانية تساعد على التغيير وتطوير الأداء بحيث نتمكن من عمل نظام صحي معين وادارة متطورة وفاعلة دون تدخل من أحد في هذه الأمور.
تغيير المفاهيم السلبية
وعن التعاون مع الألمان في هذا الشأن قال د/السياني:
عملنا شراكة معهم ولدينا رؤية متكاملة للتطوير وقد اجتمعنا مع رؤساء الأقسام من أجل تغيير المفاهيم السلبية وهذا ما نريده ونتمناه على مستوى المستشفيات في بلادنا.. وهذا يتطلب تثقيف العاملين جميعاً بمن فيهم الكادر الطبي للقضاء على الممارسات الخاطئة والواقع يؤكد أن البعض لايريد أن يتطور ومثل هؤلاء لا حاجة لهم في النظام المتطور ولابد من كادر جديد مستجيب للتأهيل ومتابع لكل جديد بدافع ذاتي لأن العلوم تتطور والمعارف تتراكم بسرعة وفي هذا الخضم من التغيير والتطور يصبح من الضروري أن نواكبه فكل ثانية تمر من الحاضر تصبح ماضياً.. وبدون ادارة قادرة على الحركة المتسارعة يتولد الجمود وتوجد ضغوط في الحالة، فمثلاً يأتي فريق طبي ضخم من ألمانيا لتقديم خدمات متطورة جداً ولا تستطيع أن ترتب لهم سكناً ومتطلبات فهذا يعني أن هناك عناء وفي هذه الزيارة للفريق الموجود حالياً استقبلناهم يوم العيد وجهزنا لهم السكن قبل أسبوعين لكن كان من الصعب أن يحضر المرضى والكادر اليمني خلال إجازة العيد والأصدقاء الألمان لهم رؤيتهم وواجب الطبيب لا يعرف اجازة وهنا لابد أن تتوفر الاستقلالية المالية والإدارية من أجل ضمان سير الأمور كما يجب وبمايخدم أهداف المستشفى ومصالح المرضى في ظل نظام متطور ومتكامل وقد بدأنا في قسم الحروق حيث عمل الكادر مع الألمان من الثامنة صباحاً إلى الثامنة مساء وبنفس طاقتهم وتفانيهم في العمل وبضمير حي وهناك كوادر ممتازة في كل الأقسام ومتفانية ولولاهم ما كان المشفى قائماً مع العلم أن الأداء كان قد تدنى إلى مادون الصفر ثم عاد بنسبة تطور 50% بكفاءة الكوادر النشطة وذات الاخلاقيات المهنية العالية فبدون الأخلاق لا نريد أفضل طبيب في العالم بيننا.
إصلاح الخلل
واستطرد السياني: صحيح هناك حملة شرسة تظهر من وقت إلى آخر ضد أداء المستشفيات الحكومية ومن الظلم أن نعمم اساءة فرد أو أفراد لأن هناك أناساً مظلومين ومتفانين في العمل وبراتب محدود ولا ينبغي ترديد الكلام على علاته والإساءة للكل والإسهام في احباط العناصر الأمينة والجديرة بحمل صفة ملائكة الرحمة ولابد من تطبيق مبدأ الثواب والعقاب وتفاعل المواطنين مع الإدارة في أي مستشفى ومرفق للتمييز بين الصالح والطالح ومضاعفة الجهود لإصلاح أي خلل أو اعوجاج.
نحن نعرف أن هناك أناساً سيئين لكن يحق لمن تعرض لابتزاز أو قوبل بإهمال أن يصرخ ويشتكي للمسئول الأول فإن لم ينصفه حق له التشهير به، وبحجة.
فكرة الألمان للتغيير
وقال مدير عام مستشفى الثورة التعليمي بتعز:
التغيير يتطلب إرادة وعزيمة وتعاوناً من الآخرين وقد غيرنا الكثير وواجهتنا انتقادات واضطرينا إلى مواجهة أطباء مغرضين ادعوا تعرضهم للظلم بسبب الاصلاحات أمام النيابة العامة وغيرها من الجهات وثبت بطلان دعواهم ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح فنحن يهمنا بالدرجة الأولى الكفاءة والقيم وأخلاق مهنة الطب ونقوم الآن بعمل جماعي ونستفيد من علاقتنا مع الأصدقاء الكوريين والالمان في مجال التدريب والتأهيل استعداداً لإعادة هيكلة المستشفى من البوابة إلى أعلى مستوى وأصدقاؤنا الألمان مدركون لضرورات التغيير ولهم تصورهم الذي يطرحونه في لقاءاتهم مع المسئولين فقد التقاهم رئيس الجمهورية أيضاً وقيادة محافظة تعز والمجلس المحلي ويعرفون مدى رغبتنا كإدارة مستشفى بالتعاون معهم ويرى رئيس الفريق أولوية الاستقلالية المالية والإدارية من أجل التحديث وجوهر فكرة التخلص من الكوادر غير الفاعلة هو أن النظام الذي يتصوره الألمان سيدفع العناصر الكسولة وغير المنضبطة تبحث عن مكان آخر للعمل من تلقاء نفسها وهذا ما نعتقد أنه سيكون حال أصبحت الادارة مستقلة.
غياب الخدمة الدوائية
وتطرق السياني إلى خدمات قسم الطوارئ بقوله: المفروض أن تكون هناك خدمة دوائية ولكن يجب أن تتوفر الأدوية وبعض الوسائل لأن هناك خللاً في رصد الموازنة للمستشفيات فبدلاً من رصد ميزانية للدواء تخصص مبالغ أكبر للصيانة وفي غياب الاستقلالية المالية والادارية تضطر إلى ملاحقة الوحدة الحسابية أياماً من أجل شراء شاش للطوارئ ونحن متفائلون بأن المستقبل سيأتي بما هو أفضل ورفع الميزانية مطلب هام وبذلك يأتي التغيير بالتدريج ولكنه ليس بالشكل الذي نريده لأن الميزانية ودعم المجتمع ودعم الجمعيتين الألمانية والكورية لايفي بالغرض فعندنا الآن مركز غسيل الكلى وهو أهم انجاز تحقق مؤخراً ومركز الحروق وهو الوحيد في اليمن تأتي إليه الحالات من أنحاء البلاد ونستقبل حالات حوادث متزايدة كما ان التغذية مرتبطة بالميزانية المتواضعة.
أما بالنسبة للدعم الألماني فهو جيد، فإلى جانب الأجهزة ومهام الفريق أصبحت تنفذ مرتين في العام.
والشيء الأهم أن الجمعية الألمانية نقلت 500 مريض للعلاج في ألمانيا على نفقة جمعية هامر فوروم خلال السنوات الماضية ومعالجتهم من أمراض مستعصية والآن سيأخذ الفريق معه 35 شخصاً للعلاج في ألمانيا مجاناً وهذا شيء يشكرون عليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.