مما لا شكّ فيه أنّ المرأة العربيّة تعيش تحوّلات كثيرة في عصرنا الحالي وتحديداً منذ حوالي السّنتين مع إنطلاق موجة الحراك العربي في العديد من الدول، وما أسفر عنها من تغييرات في الأنظمة تقود إلى طرح تساؤلات كثيرة حول مصير المرأة ودورها في المجتمع العربي. ولأنّ مشاكل المرأة في عالمنا العربي لا تعدّ ولا تحصى تبدأ من العنف الأسري وتصل إلى مساواتها بالرّجل، أطلق في بيروت قبل أيّام من الإحتفال بعيد المرأة العالمي فيلم "Betroit" للمخرج اللبناني عادل سرحان الذي يناقش من خلاله العنف الأسري ضدّ المرأة والرّجل وحضانة الأولاد وغيرها من المواضيع المرتبطة بالأسرة. الفيلم يحمل رسائل إجتماعيّة وينقلها على الرّغم من قساوتها إلى المشاهد سعياً لإيجاد الحلول.
ولهذه الغاية إنطلق سرحان في رحلة تصوير العمل وجال بين بيروت وديترويت حيث تكثر نسبة الجرائم والعنف الأسري، في عمل جمع من خلاله التّناقضات وأوجه الشّبه التي يعيشها المجتمع العربي والغربي، بحبكة مثيرة وإخراج لافت وبمشاركة ممثلين محترفين وهم دارين حمزة، حسن فرحات، وختام اللّحام من لبنان، مديحة كنيفاتي من سوريا، ديريك كيللي من الولايات المتّحدة الأميركيّة، وغيرهم مع إطلالة خاصّة للإعلاميّة ماريا معلوف.
دارين حمزة وتقول الممثّلة اللبنانيّة دارين حمزة في حديثها ل"إيلاف" أنّ العمل يحمل رسائل إنسانيّة عميقة، ويعمل على إيصال القليل مما تعانيه النّساء المعنّفات، داعية إلى العمل لحصول المرأة على حقوقها ونشر الوعي وسنّ قوانين وتشريعات تحيمها مما تعاني منه، فالرّجل خلق أقوى من المرأة لمساعدتها وليس لتعنيفها.
وتقول دارين أنّ الدور كان صعباً عليها فهي تعرّضت للتعنيف الجسدي والنّفسي، وكان متعباً جداً لها كممثلة.
عادل سرحان أمّا المخرج عادل سرحان فيشير في حديثه ل"إيلاف" إلى أنّ الفيلم صوّر بين لبنان والولاياتالمتحدة الأميركية، وتحديداً بين بيروت وديترويت، ومن هنا خرج إسم الفيلم الذي يجمع المدينتين بقصصهما وتناقضاتهما الأخلاقيّة والتقليديّة، ويعالج فيه قضية العنف الأسري ضدّ المرأة والرّجل، داعيًا إلى سنّ قانون لبناني يحمي من هذا العنف قبل المباشرة بأي قانون آخر وقال: "أرى أنّ تشريع قانون يحمي المرأة والعائلة هو أهم من إصدار قانون يمنع التّدخين، هذه قضية مهمّة ومن المعيب تجاهلها".
"Betroit" تعلب فيه دارين حمزة دور المرأة المعنّفة من قبل زوجها الممثل حسن فرحات المدمن على لعب القمار، والذي يصبّ غضبه على زوجته من خلال تعنيفها وإهانتها وضربها، فتقرّر الهروب مع ابنتها لكنّه يمنعها ويحرمها من رؤية الطّفلة. عندها تلجأ لطلب المساعدة بهدف استرداد ابنتها وتساعدها ختام اللّحام صاحبة الفندق الذي تقطن به وصديقتها من سوريا التي تؤدي دورها مديحة كنيفاتي. في المقابل يعيش وسام اللبناني المتزوّج من أميركيّة ظلماً في ديتروت بعدما منعته زوجته من رؤية ابنته، وعندما يعود إلى لبنان يلتقى بدارين في المطار ويستمع إلى مشكلتها لينتهي الفيلم بزواجهما وباسترجاع ابنتها.
الفيلم يبدأ عرضه في الصّالات اللبنانيّة في الثالث عشر من آذار الجاري، كما سيعرض في كنداوالولايات المتّحدة الأميركيّة ودول الإنتشار اللبناني.