مهما تعددت القراءات والتحليلات لاتفاق جدة، فالحقيقة هي أن المجلس الانتقالي حقق انتصارا سياسيا كبيرا. الوجود الحقيقي للثورة الجنوبية منذ 2007م بل منذ حرب صيف 1994م ضد الاحتلال الشمالي يتكلل اليوم بحصانة سياسية مستقبلية من الضم والالحاق والتهميش بفضل حكمة وجهود قيادة المجلس والوفد المفاوض في ظل ظروف سياسية معقدة تداخلت فيها مصالح الكبار، واستطاع المجلس أن يصمد ويثبت مكانة الجنوب وقضيته في واقع الصراع ومعادلة الحلول والتسويات القادمة.. وكل ما سوى ذلك تفاصيل عابرة لن تؤثر سلبا على الجنوب وقيادته، بل إننا في طريق الانتقال من مرحلة النضال الثوري إلى مرحلة العمل والبناء المؤسسي في طريق استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة. قريبا جدا سيرحب العالم بأولى مراحل الانضمام السياسي المعترف به لشعب الجنوب وقضيته، وعلى شعبنا الجنوبي إعطاء هذا الحدث مكانته التي يستحقها من الفرح والتباشير لبزوغ فجر جديد طال انتظاره وشراكة دولية تقودنا نحو تحقيق اهدافنا بطريقة أقل كلفة وأكثر أمانا. إلى أبناء الجنوب.. لا تستمعوا لإعلامهم المضلل، فالمعنى في بطن الشاعر كما يقول المثل، وارفعوا معنوياتكم فوالله أنكم منتصرون بإذن الله. الجنوب ينتصر سياسيا..