بذلنا مع كل المكونات الجنوبية بما فيها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال العامين الاخيرين جهودا مضنية على كل المستويات المحلية والعربية والدولية لاقناعها بضرورة وجود فريق جنوبي خالص التشكيل والهوية والهدف ينتصب له كرسي الى جانب كرسيي الشرعية والحوثيين في المفاوضات السياسية النهائية . واثمرت الجهود بتبني ليس فقط مكتب المبعوث الدولي الفكرة لصوابيتها ولكون القضية الجنوبية جديرة بتضحياتها ان تحتل هذا الكرسي وانما ايضا لتفهم سفراء الدول الخمس والمنظمات الدولية التي شرعت عمليا لبحث ذلك مع المكونات والوصول اليه عبر العديد من اللقاءات الجنوبية التي عقدت في اكثر من بلد ونذكر من بين تلك المنظمات الاتحاد الاوربي للسلام . اليوم اطلعت على نسخة الاتفاق الذي سيعلن عنه يوم الثلاثاء القادم بالرياض وكنت اتوقع ان هذه المسالة ستكون مشمولة ولو منحت للانتقالي كممثل عن الجنوب كما يريد لكنني فوجئت للاسف الشديد بنص نسف كل جهود الحنوبيين وشعارات الحراك الجنوبي خلال السنوات المنصرمة التي طالما رددناها باصوات عالية في الساحات بشأن الندية . وجدت نصا يشير الى ادخال المجلس الانتقالي ضمن فريق الشرعية اليمنية في مفاوضاتها النهائية مع الحوثيين . مالذي سيقوله الجنوبيين الذين يحملون شعار التحرير والاستقلال في اطار وفد مع الشرعية اليمنية في المفاوضات النهائية مع الحوثيين .. ولاشك ان رئيس الوفد سيكون مسؤولا يمنيا يدافع عن مخرجات الحوار والاقاليم واليمن الاتحادي والمبادرة الخليجية ووو . لا ادري لماذا هذه الهرولة في التنازل عن مكسب عظيم حقق للجنوبيين ندية في التفاوض النهائي . لقد كنا في المجلس الاعلى للحراك الثوري محقين حين اعلنا رفضنا التام بشأن الشق السياسي في الاتفاق وعدم الاعتراف به .. وحسنا فعلت المكونات الاخرى واخرها اليوم مؤتمر حضرموت الجامع ومرجعية حلف الوادي ذات الموقف . ان مواقف المكونات الجنوبية هذه ستسقط ماجرى للقضية الجنوبية من التفاف عبر الاتفاق وبتنازلات لا اول لها ولا اخر من المجلس الانتقالي .. وهذه المواقف حصنت للامانة تضحيات شعبنا الجنوبي وسيقع على هذه المكونات مواصلة نضالها بعيدا عن عمليات الالتفاف المتواصلة على قضية الجنوب والتي تتخذ لها كل عام شكلا ولون . هذه جزئية فقط من الاتفاق الذي حوى من كل بستان قطرة .