شاهدنا هذه الأيام هجوماً شديداً على دولة الرئيس حيدر أبوبكر العطاس من قبل بعض الجنوبيين عقب حضوره إجتماعاً لمسئولين وشخصيات حضرمية تطالب بإقليم أو حق تقرير مصير لحضرموت وذلك قبل يوم من التوقيع على اتفاق الرياض بين الشرعية والمجلس الانتقالي . المهاجمين للسيد العطاس استنكروا حضوره لهذا الاجتماع وكالوا له التهم بأنه ضد القضية الجنوبية والمجلس الانتقالي . وأريد هنا أن أوضح للقراء الكرام أمراً مهماً . ليس كل من حضر اجتماعا لجهة ما يعني أنه يؤيد أطروحات من حضروا هذا الاجتماع أو يوافق رأيهم . كما أود أن أطرح سؤالاً لكل من اتهم الرجل هل حضر احد منكم الاجتماع وسمع ما دار فيه وسمع ماذا قال العطاس في هذا الاجتماع ام انكم كلتم له التهم بمجرد حضوره فقط دون أن تعرفوا التفاصيل . اذكر أنه قبل سنوات من الآن أثناء ثورة الحراك الجنوبي حضر إلى مدينة جدة السعودية وفد للعصبة الحضرمية المطالبة باستقلال حضرموت عن الشمال والجنوب برئاسة أستاذ التاريخ الدكتور عبدالله باحاج وألقوا عدة ندوات لأبناء الجالية الحضرمية المقيمة في السعودية وقد دعوا السيد العطاس الى إحدى ندواتهم وطرحوا مشروعهم فكان رد السيد العطاس عليهم أن أبناء حضرموت ظلموا كما ظلم غيرهم في الجنوب والشمال من قبل الأنظمة السابقة التي ارتكبت أخطاء كبيرة ولكن مثل هذا الكلام الآن يضر حضرموت ولا ينفعها فالأولوية الآن هي التخلص من قبضة نظام صنعاء الذي تهيمن عليه منظومة الفساد الزيدية واستعادة الدولة ومن ثم يمكن لأي أحد أن يطرح مظالمه للمناقشة ولن يعارض أحد فما كان منهم إلا ان هاجموه واعتبروا أنه لا زال يوالي من أسموه بأصدقائه الجنوبيين الاشتراكيين . طبعاً أنا أسردت هذه الواقعة لابين للقراء ولمن هاجم السيد العطاس أن حضوره لاي اجتماع حتى وإن كان القائمين على هذا الاجتماع لهم أهداف ومشاريع متعارضة مع القضية الجنوبية فلا يعني ذلك أنه يؤيدهم في طرحهم ومن الفائدة أن يحضر كبار الساسة الجنوبيين مثل هذه الاجتماعات إن دعوا لها ويبينوا وجهة نظرهم فربما يحضر أحد القادة إجتماعاً ويلقي عليهم أفكاره وآرائه فيقنعهم جميعاً أو بعضهم على الأقل بطرحه ونكون بذلك حققنا مكسباً كبيراً افضل من الانزواء والمقاطعة لأنها تحدث ضرراً كبيراً فمن يقيم هذه الاجتماعات والندوات يستقطب الناس بطرحه وأفكاره ولا بد من مجابهته بالحجة والبرهان وليس بمقولة أن الأمر لا يعنينا ثم نعادي كل من حضر الإجتماع .