لأهمية الراتب في توفير حاجات الناس وتوفير متطلباتها؛ كي تستمر الحياة بشكلها الطبيعي ويعم الخير، فقد كتبت مقالا على صدر هذه الصحيفة الحرة لأسبوعها الماضي موسوما بعنوان ( أين مرتبات الجيش ياحكومة الشرعية ).. أوضحت فيه مأساة العسكريين وعدم استلامهم مرتبات ثلاثة أشهر هي ( أغسطس- سبتمبر- أكتوبر )، طالبت فيه التدخل من الأخ الرئيس؛ ليضع حدا لكثير من الأمور التي يعاني منها المواطنين عامة والعسكريين خاصة، وأهم ما أوضحته هو خطورة الفساد في الوسط الحكومي، وما يعانيه الناس بما فيهم العسكريين التي ازدادت حالتهم سوءا ولم يشهد لها من قبل مثيل، وقلت إن ما تعمله وتأمل تحقيقه في الجوانب السياسية سيكون ناقصا إذا لم ترافقه انتصارات في كل المجالات الأخرى، ومنها محاسبة الفاسدين والمتلاعبين بأقوات الناس، وتلمس هموم وقضايا المواطنين، وحقيقة أن مقالي لم يلق التفاعل الكافي من زملائي العسكريين، وكأن لسان حالهم يقول لا تتعب نفسك مع هؤلاء.. فهم سئموا من حكومات الشرعية ولا يأملون منها خيرا، فالحياة أصبحت في غاية الصعوبة ولم تعد هناك ثقة لديهم في أحد، ولا حلا يرونه إلا التغيير الجذري لكل المتسببين في معاناتهم، وقد خاب ظني.. وكان حدس الزملاء هو الغالب عندما فوجئنا بتصريح مدير الدائرة المالية العميد عبد الله عبدربه ناجي يقضي بصرف شهر أغسطس لا غير، مناقضا لتوجيهات الرئاسة بصرف مرتبات العسكريين فورا، ولأن هذا المدير ربطتني به زمالة دراسة وعمل في الزمن الجميل -وهو على قدر كبير من النباهة والذكاء- فقد كنت أتمنى ألا يكون طرفا في ذلك.. لكنه بتصريحه هذا أصبح غريم لكل العسكريين في تأخير مرتباتهم وعليه مواجهة ذلك والإفصاح عن العراقيل التي هي سببا في ذلك التأخير، ويكون ذلك عبر الصحف والمواقع؛ ليخلي ذمته من ذلك اللوم وتلك المسؤولية، فالعسكريون لا يريدون صدقة من الحكومة وهم يبحثون عن حقوق مشروعة لهم اكتسبوها بالعرق والدم عبر سنواتهم الطويلة، ولا يجوز لأي كان أن يمنع أو يعرقل هذه المرتبات والحقوق. كما نطلب منكم وعبركم إلى جهات الاختصاص وضع سقف زمني محدد يكون فيه راتب الضابط والفرد في متناول يده نهاية كل شهر فالناس لا ترى أية موانع لدفع مرتباتها إذا صدقت النوايا. جنبوا أقوات الناس المماحكات السياسية وتجويع الناس، فهذه الممارسات قد عفى عنها الزمن وأثبتت الأيام فشلها، واعلموا أن الناس تعلم كل صغيرة وكبيرة ومن يعمل لأجلها ومن لا يعمل. اعملوا بشفافية وصدق يذكركم الناس بما عملتم فإن كان حسنا نلتم دعواتهم لكم بالخير وإن كان غير ذلك فالعكس هو صحيح.