لا أدري أي نوع من البشر ينتمي هؤلاء ، وكيف لهم تعظيم أناس مثل بقية خلق الله ، خلقهم الله من تراب وإليه يرجعون... وكلنا يعلم عزيزي القارئ بأن العظمة لله سبحانه وتعالى ولا أحد سواه. ولقد هز كياني واستفز مشاعري مقال تم نشره الاسبوع الفائت في صحيفة عدن الغد الورقية لأحد الكتاب ، وما أكثرهم هذه الأيام انهم شريحة من الكتاب المأجورين ، الذين لا يعرفون المعنى الحقيقي للصحافة ، وماهي أصولها ، فقط كل همهم هي المادة وطريقة كسبها. بدأ الكاتب حسين البهام مقالة بالحديث عن الوطنية وكأنه يوزع صكوك الوطنية لمن يستحقها ولا يستحقها ، واستدل بشخصية المهندس أحمد بن أحمد الميسري الذي وصفه بالوطني الحر ، وأنه يذكره بزعيم الأمة العربية رحمة الله عليه جمال عبد الناصر ، عندما كان الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه ينتظر خطابه بفارق الصبر ، وقال متابعا حديثه : اليوم وأنا اتابع خطاب وزير الداخلية وهو يمد الوطن والوطنيين بكلماته الدافئة التي تعيد للوطن حقه وللمواطنين آمالهم وطموحاته ، وبهذا فقد سجل الميسري وطنيته بأحرف من ذهب. ولأن حق الرد مكفول في قانون الصحافة فإنني أقول لكاتب المقال : انت لست بالحكم لتوزع صكوك الوطنية لمن يستحقها ومن لايستحق ، فالوطنية لاتؤخذ ولا توهب ولكنها تكتسب ، وتعطى لمن يستحقها عبر أعماله وأفعاله الخيرة ومحاسنه التي يقدمها لأهله وشعبه عندما يكونون في أمس الحاجه إليه لمساعدته ، وتقديم الخدمات الضرورية وتوفير الأمن والطمأنينة ، ليعيشوا على أرضهم سعداء لا ينقصهم شيء .. من هنا نقول عن هذا الشخص بأنه وطني حر. أما الإنسان الذي يتحلى عن أهله وشعبه ولا يصمد صمود الأبطال في مواقعهم بل يخرج بعباية من بيته حق لا يعرفه الناس ، فهذا الشخص أيا كان وزيرا أو رئيس وزراء فهو ليس بوطني ولا يحمل صفة الوطنية لأنه تجرد منها. وأقول لكاتب المقال ، أين هو الميسري من ما جرى و يجري في الجنوب منذ خمس سنوات ولا يزال يعاني من ويلات الحرب التي فرضت عليه حتى اليوم ، ونصيحتي لك ان لا تتمسك بقشة ، لأن القشة قد قسمت ظهر البعير كما يقال في الأمثال العربية القديمة . أما بخصوص الوزير الميسري فهو واحد من الوزراء الذين يغردون خارج السرب ولا وجود لهم في مشروع التسوية وإتفاقية الرياض والتي وقعت بين حكومة الشرعية والمجلس الإنتقالي الجنوبي الشريك المعترف به دوليا وعربيا وأقليميا ، أما هم فقد استبعدوا نهائيا من هذا الاتفاق والذي رعته المملكة العربية السعودية وبإشراف مباشر من جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه. وليعلم الجميع أن الوطنية والهوية لاتباع ولا تشترى بل تكتسب بالأعمال الصالحة التي تعود بالنفع على المجتمع.