خلال خمس سنوات مضت من زمن تحرير محافظات الجنوب سادت لدى مجتمعنا الجنوبي قاعدة شاذه هي نتاج غزو سياسي وثقافي ممنهج وهي قاعدة التشكيك في قدرة الجنوبيين على أدارة الدولة، وعلى أساسات هذه القاعدة الرخوة تصاعدت أعمدة اصوات المتأمرين لتقلل من مستوى رجل الدولة الجنوبي لتطلق مصطلح تعارف عليه العامة وهو (الجنوبيون ليسوا رجال دولة) وذلك كشعور من اليأس والإحباط الذي رافق تلك المرحلة نتيجة الفساد الإداري والمالي والمحسوبية واللأمسؤلية وغياب الرقابة والتي تسببت فيه حكومة الشرعية بكل الوزارات والمؤسسات والهئيات الأدرية وفتحت الحبل على الغارب لكل مسؤول كبير كان أم صغير أن يعبث بكل ما بيين يديه وصورت له أن هذه الوزارة أو المؤسسة هي ملك من أمالكه ومن حقه وحده ان ينفق ويهدر المال العام كيف يشاء ومتى شاء، كان عبثا مقصودا بأيدي خارجية مأزومة تسعى لتشوية تاريخ الجنوب ومحاولة قلب الحقيقة التي يعرفها العالم عن الجنوب والجنوبيين بأنهم رجال دولة ونظام وقانون. اليوم وبعد توقيع أتفاق الرياض الذي سيكون فيه الجنوب شريك سلطة ممثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي نحن أمام مهمة نبيلة في الوقوف صفا واحد لدعم المجلس الأنتقالي الجنوبي ليعيد للجنوب هيبة الدولة وذلك بأختيار أفضل الكوادر من الكفاءات الجنوبية التي همها الوطن والمواطن بعيدا عن المحسوبية والمناطقية الضيقة، ونحن ثقة أن قيادة المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي قادرة على كسر تلك القاعدة أعلاه وسوف تثبت مجددا لدول الأقليم والعالم أن الجنوببيين رجال دولة ماضي وحاضر ومستقبل. أن المهمة لا تقتصر على قيادات المجلس الأنتقالي في مكافحة الفساد وتفعيل دور الرقابة بل تقع على عاتق الكوادر الجنوبية الشريفه في كل مؤسسات وهئيات ومرافق الدولة كلا من موقعه لكشف بؤر الفساد وأستئصالها وإذا ما عملنا جاهدين على ذلك فأن دولة الجنوب قادمة وعلى مرمى حجر من نجاح اتفاق الرياض.