للأسف .. يعيب على كثيرا منا (فهم) أن لعبة كرة القدم ، لعبة جماعية بخصائصها داخل محيط مستطيل أخضر ، ولها روابط أخرى فنية وإدارية وتنظيمية خارجه ، لا يقوم (محورها) على لاعب واحد فقط يدحرج الكرة أو يصدها في المرمى ، أين كانت نجوميته وقيمته وقدراته ، ولا على مدرب معين يقف على خط التماس مهما كانت إمكانياته الفنية وخبراته ، ولا على موارد وإمكانات محددة فقط ، بل هي مجموع قطع تكاملية مجتمعة تضع مخرجات نهائية من تشكيل بإحدى عشر لاعب وجهازة الفني ، والإداري والطبي وغيره ، ومن خلفهم قيادة وإدارة إتحاد ووزارة ، ضمن منظومة متكاملة من الإدارة الإشرافية والفنية وزاد بشري من العناصر ، وإن إختل جزء من هذه المعطيات وضعف ، لاسيما حجر الأساس الاولى القائمة على الاعداد والبناء والتخطيط ، فسدت المخرجات النهائية وكانت الصورة بملامح فشل وعجز ومنظر مخيب .. الانتقادات وردود الأفعال الناتجة بعد خسارة الامس بسداسية من عنابي قطر مقياس طبيعي جدا ، وظاهرة صحية أيضا ليست مستغربة لابد منها ، لكن بتلك الشاكلة المزعجة والمؤلمة ، والألفاظ السوقية ، التي اتسمت بالتحامل والتعدي المعيب والتشكيك في حق قيمة (كبيرة) كقيمة الحارس سالم عوض ، وجعله (وحدة) شماعة خسائر يلقى عليها فشل المنتخب اليمني ومستوياته المتدنية ككل ، لامر معيب جدا ومخز في نفس الوقت ، ودلالة على نقص وعي وغباء رياضي ، وليس دفاعا عن سالم هنا وتغطية ظهوره المتراجع ربما ، لكن من المهم قول أنه لو تواجد في مكانة بالأمس أعتى حراس مرمى العالم وافضلهم ، في ظل تلك الآلية التي يلعب فيها اللاعبين والمدافعين أمامه ، لن يتغير من واقع الأمر شيء ، كما أنها ليست السداسية الاولى ولن تكون الأخيرة في ظل هذة المنظومة الكروية في البلد .. بس خلاص.