دائماً مايردد الكثير منا بان الزمن تغير.. وان زمننا اليوم ليس بزمن الامس...! فهل فعلاً تغير الزمن وتبدل ..؟ اذا نظرنا لاحوال الناس وتصرفاتهم لو جدنا بانها هي من تغيرت وتبدلت وليس الزمن.. فالزمن لم ولن يتغير فالجمعة هي الجمعة ورمضان هو رمضان وكل الشهور وايام الاسبوع هي هي لم ولن تتبدل..! نحن بني البشر الذين تغيرت وتبدلت احوالنا.. واصبح المرء منا لايطيق ان يرى صاحبه او اخيه او جاره مرتاح البال .. تغيرت اخلاقنا وتبدلت احوالنا ولم يعد احد منا يسأل عن جاره او قريب له.. تحولت احوالنا وبتنا نعيش لانفسنا ولانكترث لمن حولنا.. لانسأل عن جائع لنطعمه.. ولامريض لنعوده . قطعنا صلة الارحام.. جافينا الاصدقاء والاهل... يصبح احدنا وهمه نفسه دون سواها.. ولسان حاله (نفسي نفسي).. واتصف البعض في هذا الزمن بالحسد الذي حذر منه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام تحذيراً شديداً إذ اخبر ان الحسد والايمان لايجتمعان في قلب مؤمن.. (لايجتمع في جوف عبد الايمان والحسد). وقوله صل الله عليه وسلم: (لايزال الناس بخير مالم يتحاسدوا) وهناك الكثير والكثير من الصفات الحميدة ومكارم الاخلاق افتقدناها في زمننا هذا ... الاخلاق ساءت..الغيبة والنميمة.. الكذب والغش والغدر والخداع طغت على تصرفاتنا إلا من رحم الله..! لذا فتصرفاتنا ومعاملاتنا مع بعضنا البعض هي من تغيرت وتبدلت وليس الزمن.. فلنراجع تصرفاتنا ومعاملاتنا مع من حولنا .. ولنتخلق بحسن الخلق فنبينا عليه الصلاة والسلام قال: (حسن الخلق نماء ، وسوء الخلق شؤم ....) وقال: (لايوضع في الميزان اثقل من حسن الخلق ، وان حسن الخلق ليبلغ بصاحبه درجة الصوم والصلاة). فليختار كل منا اين يضع نفسه.
