النميمة مرض أخلاقي خبيث, والنميمة تعني أن تنقل خبراً يسيء إلى سامعه, كأن يتكلم أحد عن آخر بكلام مزعج, فينقل هذا السّامع للخبر إلى المخبر عنه, وبعض الذين يمشون بالنميمة يحذفون ويضيفون، لمزيد من إشعال الفتنة وإثارة الأحقاد بين الناس. لقد حذّر الإسلام الحنيف من النميمة, وتوعد الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه النمّام بعذاب القبر, فلقد مر الرسول الكريم بقبر فيه ميتان, يعذبان ومايعذبان بكبير، فقال إن أحدهما كان لايستتر أو قال يستبرئ من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة, ومعنى لايستتر لايختفي, أي أنه يبول أمام الناس كفعل البهائم، ومعنى أنه لايستبرئ أي أنه لايبالي بما بقي من بول في فرجه فيتركها تسقط, دون أن يتخلص من أي قطرة باقية. في المجالس أصبحت النميمة زاد الجالسين وفاكهتهم مع أختها الغيبة التي يُعرّفها العلماء بأنها ذكر أخيك بما يكره.. ويشكو بعض الناس قائلاً: لم أعد أذهب لمجالس الأصدقاء, فإنها أصبحت مجالس حقد وعداوة, كل يتربص بالآخر وكل يحقد على الآخر وكل غير راض عن الآخر. ماالذي حدث للمسلمين, ماالذي يجعلهم يلجؤون لهذا المرض الخبيث, مرض الغيبة ومرض النميمة؟ قال أحدهم: إنه الفقر وقال آخر إنه الفراغ.. وهذا صحيح إنه الفقر من الأخلاق وإنه الفراغ من الإيمان.. إن المؤمن يتعفف من هذه الموبقات التي عدها بعض العلماء من الكبائر, وهل هناك كبيرة أكبر من إفساد حياة المسلمين وتنغيص معيشتهم.. إن الصدور قد أصبحت سوداً من كثرة الحقد بين الأخوة, وانظر في أي مجلس فلسوف تسمع صنوفاً من هاتين الفاكهتين الشيطانيتين, الغيبة والنميمة, ولسوف تجد الملقي والمتلقي يشعران بلذة أيما لذة وهما يمارسان هذا الفعل القبيح الأثيم.. في مجالس السياسيين كمجالس المواطنين العاديين, تسمع الغيبة والنميمة, وفي الصحف الحزبية تقرأ الغيبة والنميمة, وبعض المساجد يعتلي المنابر بعض الحزبيين الذين يذيعون هذه الفاحشة في الناس. إن النميمة والغيبة تتحولان إلى رد فعل عكسي ووحشي يظلم الناس وتقف دون تعاطي الحقوق.. فاللهم سَلِّم سَلِّم.