تاهت افكاري ، وتلبدت سماء مشاعري الحية بالغيوم المظلمة ، جف حبر القلم وتبعثرت الكلمات والجُمل ، مرت فترة من الزمن حاولت خلالها استعيد شريط الذكريات ، والملم شتات الكلمات ، لكي اشرح المعاناه التي تقاسمناها معا ، وذقنا مرارتها وحلاوتها خارج الوطن ، حاولت ان اوجز باختصار حجم الالم علئ رحيلك من الدنيا الا انني لم استطع ، خارت قواي الحية وفشلت كل المحاولات وبقي دمع العين سكاب علئ الوجن . لن انساك يا معاذ ، ولن انسئ وقوفك إلى جانبي في الاردن اثناء ما كنت اتلقاء العلاج هناك كيف انساك وانت الذي كنت إلى جانبي اكثر من اخ ، كان وقوفك بجانبي ينسيني مرارة الآلم ويهدي اعراضها . كيف لي ان انسى من جمعتني معه الحياة في المسجد والمدرسة والملعب والحي . معاذ يا زميل الدراسة في ثانوية خليفة ورفيق درب الملاعب حيث مارسنا معشوقتنا كرة القدم ، عشر سنوات جمعتنا الحياة فيها بحلوها ومرها قبل ان ترحل ماذا عساي ان اخبرك بعد الرحيل المفاجئ . تؤلمني هي الذكرى ، اتذكرك بكل خطوة ميشناها في الازقة والاحياء في مدينة المنصورة ، اتذكرك مع كل ركلة في ميدان الكرة ، اتذكرك صباحا ومساء ، ولا املك سوئ الدعاء ، نعم ان كنت املك غير ذلك فانني والله لن ابخل . رحلت يا معاذ وقصة رحيلك مؤلمة ، في عمر الزهور فارقت الاهل والاحبة ، كنت تحلم بمستقبل افضل وحياة سعيدة وسخرت وقت في الاردن للاهتمام بدراستك في مجال الطيران الا ان للقدر حكاية اخرى وانت على وشك التخرج من الكلية الا ان الخروج من الحياة الدنيا كان هو القرار الالهي . رحمك الله يارفيق دربي وأسال الله ان يوسع قبرك ويجعله روضة من رياض الجنة . وها انا اقولك لك كما قلت لمن سبقونا إلى دار الفناء : ورب الغياب ورب الحنين ورب الموت الذي سرقكم مني إني إليكم أشتاق .. وانا اليوم اشتاق لك بين الحين والاخر واصبحت ذكراك تؤلمني كل حين . اللهم أرحم جميع موتانا وأجمعنا بهم بالجنة يارب العالمين . غفر الله لك يا معاذ واسأل الله ان يصبر قلبي وقلب والدتك ووالدك وكل افراد اسرتك ومحبيك . وانا لله وانا اليه راجعون