نكرر القول أن من حقنا كصحافيين جنوبيين أن ننتقد وبشدة أية أخطاء أو ممارسات وسلوكيات بعض القيادات الجنوبية ومؤسسات ومكونات الحراك الجنوبي التي من شأنها الإضرار بقضيتنا الجنوبية العادلة وحراكنا الرائد وثورتنا الهادرة أو تسيء إلى دماء الشهداء والجرحى الجنوبيين ،أو تنتقص من أمالهم وأحلامهم وطموحاتهم المشروعة وتوقهم إلى الخلاص من ربق المحتل الغاصب الأرعن ، وهي الأهداف والمبادئ التي سقطوا من اجلها شهداء.
من حقنا كصحافيين وإعلاميين جنوبيين وحملة أقلام الثورة الجنوبية وفكرها المتوقد وصوتها الجهوري وضميرها الحي ،أن نقول لا وألف لا لمن يحاول ان يعيد عجلة سيرنا الثوري ونضالنا المتصاعد صوب الحرية ولاستقلال واستعادة الدولة المغتصبة إلى الخلف والتقهقر بصنع الأزمات والخلافات الهامشية الضيقة السخيفة ..أن نقول لا وألف لا لمن يريد أن يجرنا ويعيدنا إلى مربع الصراعات البليدة والمنطقية العقيمة والأفكار (القروسطية) ..وأفكار الحزب الواحد الذي لا صوت يعلو فوق صوته!! ..إلى ديمقراطية (المقصلة)و(المعتقل) و(القيد) ..ديمقراطية العسكر والجندرمة القائمة على( مبدأ نفذ ثم ناقش).
من حقنا أن نصرخ بملء الفم ونقول لا وألف لا للبيع والشراء والمتاجرة بقضايانا الوطنية...دمائنا الطاهرة ..أوجاعنا المزمنة .. أمالنا وطموحاتنا المزهرة ..أن نقول كفى تهريج أيها القادة وضحك على الذقون ..كفى غباء ..كفى رقص على أناتنا وأوجاعنا وإحزاننا وبؤسنا.
من حقنا ان ننتقد ونشير إلى كل من يريد ان يبقينا في هذا اليم او يعيدنا إلى حالة الضياع والتشتت ، مهما كان المُنتقد والمشار إليه قائداً أو زعيما ..فنحن لا نؤله أو نقدس أحداً غير الله سبحانه تعالى كما قد يفعل البعض غيرنا ممن أدمنوا جني الثمار والمال من وراء كتاباتهم، لأننا لانبتغي غير مرضاة ضمائرنا وخدمة ثورتنا وقضيتنا وشعبنا الجنوبي الحر الأبي وان قدمنا أرواحنا فداءً وقرابين لذلك.
وهذا لايعني إننا ننتقد كرهاً وانتقاماً من هذه القيادات أو المكونات أو بغية التشهير بها والإساءة إليها حاشاء الله أن يكون ذلك مقصدنا ومرامنا لان مقصدنا سام ونبيل ، هو ان نكون عوناً لهذه القيادات والمكونات ، نبصرها أين تكمن الأخطاء والعلل والممارسات المسيئة لثورتنا وقضيتنا والمعرقلة لهما من اجل تحاشيها وتجنبها ،هذا هو مقصدنا ومرامنا، لأننا نحترم هذه القيادات ونقدر أدوارها النضالية ، والاهم من ذلك هو إيماننا المطلق والراسخ بقضيتنا العادلة وثورتنا الظافرة ، ولأننا نرى أن ممارسة حقنا في النقد البناء وقول الحقيقة دون مواربة ووجل ومداهنة هو اللبنة الأولى والأساسية لتأسيس وإرساء الديمقراطية الحقة التي هي من أهم أهداف ثورتنا الجنوبية التحررية.
ولكن عدد من الصحافيين وأقولها بكل أسف ومرارة أن بين هؤلاء العدد صحافيين جنوبيين!! يفهمون ذلك غلط أو أنهم يفهمون ويعون ولكنهم يتغابون عندما يؤولون كلامنا وكتاباتنا الناقدة تأويلات أخرى هي في طبيعتها ليست لله بل شيطانية وجهنمية وسرطانية ..ويستغلون شجاعتنا الأدبية والمهنية والثورية والوطنية لتحقيق إغراض دنيئة ووسخة ،لكي ينالوا رضا سادتهم من أركان ورموز سلطة الاحتلال القبلية والعسكرية والحزبية ،الذين باعوا أنفسهم لهم مقابل الفتات من المال الحقير الذي تفوح منه رائحة نتنة كريهة .. رائحة الخنوع ..الدم ..الغدر ..الخيانة.
نقول لهؤلاء ولغيرهم من الصحافيين ممن دأبوا على الاصطياد في المياه العكرة واللعب بالنار..أن أقلامنا لن تهزم .. لن تكسر ..لن تكون للإيجار ولمن يدفع أكثر ..لمدنسي أرضنا وعرضنا وسافكي دمنا وناهبي أرضنا وثرواتنا وحقوقنا .. لا ولن تكون غير سياط نجلد بها كل من يحاول يسيء إلى أرضنا وعرضنا وأهدافنا العظيمة .. لن تكون أقلامنا غير منحازة كل الانحياز إلى جانب خيارات شعبنا الجنوبي وأماله وطموحاته القريبة والبعيدة.
لا ولن نتاجر بها في المزاد على حساب قيمنا وثوابتنا وأهدافنا وواجبنا الوطني المقدس ورسالتنا الصحافية الشريفة ... لن نساعد بها مصاصي دمنا ومغتصبي أرضنا وناهبي ثرواتنا ومن هم سبب بؤسنا وفقرنا وعذابنا حتى يتمادوا أكثر وأكثر في أفعالهم الشيطانية هذه.. لن نحرق البخور تحت نعالهم أو نمسح أحذيتهم ونتملق لهم من اجل حفنة مال او شيء من حطام الدنيا الفانية كما فعل ويفعل ذلك غيرنا .. لن نكون غير براكين وحمم تقض مضاجعهم وتتفجر تحت إقدامهم ... انا الصحافيون ولإعلاميون الجنوبيون نذر لهذا الوطن الجنوبي ... شهداء في سبيل عزته وكرامته.. استقلاله وتحرره واستعادة دولته. اللهم إني قد بلغت ..اللهم فاشهد.