من قلب الثورة الجنوبية التحررية السلمية ضد الاحتلال اليمني الارعن الغاشم، هناك الكثير والكثير من المشاهد والدروس والعبر المستقاة من هذا الخضم الثوري العظيم والمجيد التي لا تحصى ولا تعد، وقد يقف القلم عاجزاً عن رصدها وتسطيرها في هذه العجالة وبهذا الحيز، فان ما أرده هنا هو غيض من فيض هذه المشاهد ...الدروس والعبر.
فقد شهدنا ولمسنا كيف استخدم نظام صنعاء ومنذ الانطلاقة الأولى للثورة الجنوبية كل قوته وجبروته وعتاده وقضه وقضيضه لاخماد ثورة الشعب الجنوبي الهادرة المباركة ... لاغتيال احلامه في التخلص والانعتاق من ربق الظلم والجور والاستلاب والتحرر من كل اشكال الهيمنة والاستبداد ... كيف أن لغة القوة والصلف والدم هي الحاضرة والجاهزة دائما لمواجهة هدير وزحف هذه الثورة .. كيف لا وكل ما يفاخر به هذا النظام أنشطة وافعال ومنجزات !! معمدة بالدم ، كرسي معمد بالدم ، وحدة معمدة بالدم ، ديمقراطية معمدة بالدم، انتخابات معمدة بالدم ، وحوار معمد بالدم والى آخر هذه المعزوفات الدموية لنظام عاش بالدم ويصر على استكمال المشوار بالدم!!!.
شهدنا الأعلام السلطوي (الرسمي) والتابع له وتحديدا اعلام حزب الشيطان التكفيري (الاصلاح) يفلت من عقاله كبقية الكائنات البشرية (المشيخية) و(العسكرية)و (الدينية) من ذوي اللحي الحمراء المصبوغة بدماء أبناء الجنوب التي قذفت بهم وساقتهم اهوائهم المريضة وافكارهم السوداء وحقادهم الموغلة في الكره والغل للشعب الجنوبي ، ومصالحهم الأنانية الجشعة القذرة الى منابر المساجد والاعلام والمقايل والساحات التي يحتشد فيها من هم على ديدنهم أو ممن اجروهم بالمال أو ساقوهم اليها بالتهديد والوعيد ليلعبوا دور المجانين ومصاصي الدماء والقتلة المقنعين بالفتوى المتأسلمة الشريرة والحجة الباطلة المكشوفة ..الوقحة والادعاء الماكر الحقير ووووالخ .
شهدنا كيف أن معظم مثقفو وصحفيو النظام ممن يدعون أن كل رصيدهم هو المبادئ والقيم والمثل السامية والرسالة المهنية المقدسة التي لا يمكن ان يتنازلوا ويتخلوا عنها وان قدموا في سبيل ذلك ارواحهم يتحولون الى شهود زور (ودواشين ) وافاكين ومرجفين ومساندين ومآزرين للنظام يشرعنون بربريتة وعنجهيتة وصلفه وكل ممارساته الارهابية والدموية ضد الجنوب وضد ثورته السلمية الحضارية حيث ما انفكوا يرددون اسطوانتهم المشروخة الممجوجة التي يتهمون بها الشعب الجنوبي وشباب وقادة الثورة الجنوبية بالخيانة والارهاب والعمالة والارتهان الى الخارج والتأمر والشرذمة ووووالخ، لانهم متمسكون بخيارهم الوحيد الذي لا ثاني له وهو الاستمرار في النضال والثورة حتى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة المغتصبة.
شهدنا ملايين الجنوبيين ، رجالاً ونساءً وشباباً وشعراء ورسامين وسيا سيين واكادميين واعلاميين وصحافيين وطلاب ...الخ ، يمزقون حاجز الخوف ويتدفقون الى ساحات الحرية والبطولة حيث تتعانق المعاناة والاحلام معا في مسيرة وثورة تستطلع المستقبل بكل ما يحمله من آمال وطموحات للخروج من هذا اليم ..هذا الكابوس ..هذا السرداب المظلم والفوضى الى طريق النجاة والخلاص والتحرر .. طريق يُعاد فيه ترتيب قواعد وشروط المواطنة المسلوبة المنتهكة .. طريق التعاضد والتلاحم والتشارك وبناء الوطن الجنوبي ليعم خيره على كل ابنائه اصحاب الأرض والثروة والثورة الحقيقيين لا الى مد نسي الوطن ومغتصبي ثروته وخيراته وسافكي دماء ابنائه ممن سخروا كل ثروات ومقدرات الجنوب براً وبحراً لهم ولأبنائهم وشلة من المتنفذين والنفعيين والقواد ين.
والأجمل والاروع في هذه المشاهد اننا شهدنا الشباب الجنوبي الثائر لأول مرة من نوعها في التاريخ الجنوبي الحبيب يتحملون مسؤولية صياغة وتقرير مستقبلهم بصورة مباشرة دو أن يتولى ذلك نيابهم عنهم أحد ما ، سواء كان نخبة سياسية أو عسكرية ، أو طلائع ثورية أو قائد همام أو زعيم ملهم.