من قال أننا متضررون من العصيان المدني وأننا متذمرون منه ، بالعكس لسنا متضررين ولا متذمرين بل نحن سعيدون ومتحمسون لذلك وعلى أتم الاستعداد للاستمرار ومواصلة العصيان المدني حتى رحيل المحتل من أرضنا الجنوبية المقدسة وعلى استعداد دائم وكامل لبذل كل ما نملك من مال وثروة في سبيل ذلك ، فلن نبخل بأعز وأغلى ما نملك من أجل حريتنا وعزتنا واستقلالنا فكل شيء يهون ويرخص فداءً لذلك .
هكذا قال أحد تجار عدن عاصمة الجنوب المعروفين عندما سألته عن رأيه وموقفه من العصيان المدني الذي ينظمه ويدعو اليه الحراك الجنوبي السلمي في عدن وغيرها من مدن الجنوب وقد تعمد رفع صوته عالياً عندما تجمع حولنا عدد من الناس مكررا قوله هذا لكي يسمعه الجميع القاصي والداني ..يعرفون موقفه الثابت والثوري بكل كبرياء وعزة وشجاعة دون خوف أو وجل أو مواربة وتردد ، وهذا ليس بغريب على تجار واصحاب رؤوس المال الجنوبيين وتحديداً العدنيين عبر التاريخ ،فمنذ الإرهاصات الأولية للثورة الجنوبية الأولى ثورة 14أكتوبر 1963م الخالدة واثناء انطلاقتها وبعدها ، كانوا من أوائل المشاركين فيها من خلال دعمهم السخي لها ومؤازرتها حيث وقفوا الى جانبها بل كانوا في عمقها وقلبها داعمين ومؤازرين وصناع لها حتى انتصرت ورحل أخر جندي بريطاني من عدن والجنوب عامة في ال 30من نوفمبر 1967م .
فليس غريباً أن يكونوا اليوم كما كانوا في الأمس يآزرون ويدعمون ثورتهم التحررية الثانية ليس فقط بإغلاق محلاتهم التجارية بل في تقديم الدم والروح في سبيل انتصارها وهو ما اكده عدد من التجار ولمسناه فعلا في ساحة وميدان الثورة والفعل الثوري والشعبي الهادر.ونفس السؤال وجهته الى أحد طلاب الثانوية (الصف الثالث ثانوي) فكان رده سريعا ومحددا قائلا: نحن مع العصيان المدني قلباً وقالباً ومن يقول أننا متضررون منه كاذب وليس محقاً ، فالضرر الذي نعاني منه في الجانب التعليمي في ظل الاحتلال اليمني اشد خطراً فقد تدنت مستوياتنا التعليمية وحتى الأخلاقية والرغبة في التعليم بدأت تتلاشى والطموح يخفت وحل محلهما اليأس والملل ، بسبب سياسة التجهيل وعدم الاهتمام بالعلم والتعليم والمتعلمين والتمييز العنصري فمن يرغبون في التعليم الجامعي والعالي من أبناء الجنوب يجدون صعوبة في ذلك بل يحرمون نهائياً بينما غيرهم من أبناء المحافظات اليمنية يهبون ويمنحون ذلك بكل يسر وسهولة وان كانوا أقل مستوى وقدرة وكفاءة مننا،، اننا سنعمل على استمرار العصيان المدني وانجاحه حتى يحقق كل أهدافه النبيلة والسامية المنشودة كي يعاد الينا الأمل والطموح المصادرين عنوة منا... هكذا اختتم هذا الطلاب الجنوبي كلامه محدداً ومعلناً موقفه الواضح من الثورة الهادرة وهذا الموقف ليس غريباً على شباب الجنوب الثوار الاحرار فهو امتداد طبيعي وتسلسل منطقي لموقف آبائهم واجدادهم النضالي البطولي المجيد المشرف أبان الثورة الجنوبية الاكتوبرية وقبلها وبعدها أيضاً فقد كانوا وقودها وعتادها وزادها ، فلا غرو أو غرابة أن كانوا شباب اليوم هم كذلك وقود وعتاد وزاد الثورة الجنوبية التحررية الثانية بل انهم صناعها وقادتها الحقيقيين.
هذان نموذجان يختزلان رأي وموقف شريحتين من شرائح المجتمع الجنوبي الهامة والمؤثرة في الاحداث الجارية والصانعين لها على رأسها الثورة الجنوبية المباركة رميت وقصدت من عرضي لهما الرد على تلك الكتابات الصحفية المغرضة ومدفوعة الأجر وخبيثة الهدف والغاية والأراجيف التي بدأت تتناسل وتتكاثر مثل الجراد وتروجها وتسوقها تلك الصحف والقنوات الصفراء المعادية لثورتنا وقضيتنا والتي تزعم أن العصيان المدني الحضاري يضر بالناس ويعانون منه وتحديداً التجار والطلاب وانهم متذمرون ويشكون منه ويتمنون إيقافه ولو بالقوة والحديد والنار ، بغية التقليل من مكانة وقيمة هذا العمل والفعل الوطني الثوري وتمييع اهدافه وطموحاته السامية النبيلة وحتى يشرعنون ويجيزون قمعه من قبل قوات الاحتلال المختلفة وارهاب وتنكيل ومطاردة وحتى قتل القائمين والمشرفين عليه وتحديداً شباب الحراك الجنوبي الثائر الابي وأنه فوضى وخروج عن القانون ويضر بأبناء عدن ويسيء الى الوطن والثورة والحراك ووووالخ هذه الاراجيف السخيفة.
وللأسف اقولها هنا بمرارة أن عدداً من الكتاب والصحافيين الجنوبيين يساهمون في هذا الفعل الاجرامي الخبيث ويساهمون بالترويج لهذه الدعوات والترهات والخزعبلات تحت حجج واهية وغير منطقية من حيث يعلمون ولا يعلمون!!.
ختاماً أقول لهؤلاء المرجفين والمدعين أن أي خسائر أو اضرار مادية بالممتلكات والأموال تهون وترخص أمام الدم الجنوبي الزكي الذي سُفك في محراب الثورة الجنوبية وان التضحيات ستقدم وتزداد يوماً بعد يوم ولن يبخل أو يبخس في تقديمها من يخوض غمار الزخم الثوري والبحث عن العزة والكرامة والحرية والاستقلال ، أن ما يقوم به ويقترحه أبناء عدن ومعهم بقية مدن الجنوب عملاً بطولياً جباراً يعد من وفي صميم الفعل الثوري بل هو ركيزته الأساسية ،وصميم النضال السلمي، فقد اذهلوا العالم ونالوا اكبار وتقدير المنظمات والهيئات العالمية سيما المعنية بحقوق الانسان والحريات والدول المتابعة لثورتنا وللعصيان المدني خاصة ، فقد اوصلوا رسالتهم الى العالم ..-رسالة العصيان المدني- رسالة ثوار وثائرات الجنوب التي مفادها أننا أصحاب حق مسلوب ووطن مغتصب ومنهوب ..اصحاب ثورة حقيقية وقضية عادلة .. واننا لن نهمد أو نستكين ولن نالوا جهداً وتضحية في سبيل استرداد حقنا المسلوب ووطننا المغتصب المنهوب وانتصار ثورتنا المباركة وقضيتنا العادلة.