غصة الم تقتلني و مدينتي عدن تنهار , وتفقد مقومات العيش الكريم والحياة والاستقرار , جريمة تلي جريمة , تفصل بينهما ساعات واحيانا دقائق معدودة , عدن اليوم ساحة لاستعراض العضلات , وتصفية الحسابات . فيتسأل الناس من المسؤول عن امن عدن ؟ , وما هو دور كل هذه التشكيلات العسكرية ما لم تحمي عدن من العبث والمجرمين ؟ وهل اقتصر دورها على حماية الثكنات؟ , وهل ما يحدث لعدن لا يعنيها ؟! , وما نحن فيه سوى مصائب لا يعنينا . المرحلة تتطلب عمل وجهود مضنية , في تنافس حقيقي على الأرض , بين القوى الفاعلة , لترسيخ دولة عادلة على الواقع سلوكا وعملا لا شعارا . نحاول ان نكون اكثر واقعية لتجنب نظرية المؤامرة , فغرابة ما يحدث يحاكي سيناريو لدراما مأساوية , فيها المخرج يحبك المشهد بعناية , وأدوات لا حول لها ولا قوة , وما يؤكد ذلك هي ذات الغرابة في تقبل دور يقلل من شعبيتها وجديتها , لتنتحر سياسيا وتبقى مسيطرة عسكريا بمشهد تراجيدي . منذ ان بدأت خيوط السيناريو تحبك , ونحن نحذر , والأوراق ترتب , والرموز تصنع , والمجتمع يحقن بثقافات دخيلة , تربكه وتشحنه بطاقات سلبية قاتلة , ليسكن بدعوات الفتن وهوس الانتقام , ولم يجد تحذيرنا آذان صاغية , معظمهم مهتم بمزاجه ومخدر , لا يريد ان يعرف الحقيقة , مرتاح بالدور المناط , ويعيش الوهم باستمتاع كامل الدسم . لم يستوعب الكثير خطورة هذا الحقن , اعتبرها مجرد لعبة في مواجهة الآخر ,وساهم في تسلل السم الزعاف بين أوساط الناس , ومنها يستمد مبررات خيباته ونكساته وفشله , كراهية وهوس ,جعلت من معتوه يبرر للناس لماذا هو عنصري , ويجتهد في سرد عيوب الخصوم , وتأليف حكايات الذم والتعزير , كمتحدث بلسان الناس , متحدثا باسم جغرافيا وهو يجهل تاريخها وسماتها الحضارية , يتحدث باسم مدن فاضلة كعدن وأخواتها , وهو غريب عن ثقافتها وارثها الحضاري , و لغته وخطابة لا يمت بصلة بثقافة وايقونة تلك المدن , الساخرة من الكم المفرز كراهية , فترفضه , فلا يعبر عنها بل يعبر عن مكنوناته , مجرد إناء ينضح قذارة . المثقف ليس ذلك الانسان الحاصل على اعلى الشهادات وكم معرفي , بل هو ذلك الانسان الذي يعمل على تقليص أكبر قدر من السلبيات في المجتمع و يوسع من حجم الإيجابيات فيه , مهما كانت مهنته يكفي ان لدية روح ايجابية , كثيرا ممن يحملون شهادات عليا هم مصدر سلبيات قاتلة في المجتمع . قد لا يعجب هذا القول البعض , فلا يستطيع نكران ان عدن تحت وطأة ضغط من السلبية القاتلة , تصدرت مشهدها بدعم لوجستي ومادي , إعلامي وسياسي , كمعول هدم وتخريب , ترتب لاصطفاف مناطقي طائفي , يهيئ لدولة المنطقة والطائفية والعنصرية المقيتة . الخير لا يصدر سوى من الاخيار , والاخيار يبثون طاقات ايجابية , يشكلون اضافة رائعة في المجتمع وثراء اجتماعي تنموي ونهضوي , من حب وتسامح وتصالح , وتوافق يشكل فسيفساء من الأطياف والتنوع الفكري والثقافي والاجتماعي , وترسخ معا اصطفاف بنيوي , من أدوات التنمية السياسية للدولة المدنية الضامنة للمواطنة , كأحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني ومكونات ثقافية , ضامنة لدولة النظام والقانون الخالية من الأحقاد والضغائن والكراهية . مصائب عدن اضرار الطاقات السلبية , وها هي اليوم تدمرها , وتفقدها الأمن الذي يحميها والامان الذي يهدئ من روعتها , واستقرار يخفف من مصائبها , طاقة سلبية جاثمة محمية بقوة عسكرية , تتجرأ في التمادي نهبا وبسطا واغتيالا وانتهاك , والناس تئن , وتهتف بالاحتجاجات , و من يسمع , فأنت في غابة لا صوت مسموع فيها غير صوت البندقية , تتحرك بأمر المخرج , بمرافقة طبول ومزامير الإعلام , وبانتهاء المهمة وكان شيئا لم يكن , الله الساتر على عدن واخيارها . مدينة تعاني من ارتفاع الأسعار بسبب الاتاوات , والسطو على الإيرادات , والعجز في ضبط ايقاع طبيعة الحياة , او عجز المتورط , وما خفي أعظم والزمن كفيل في فضحه وتعريته أصحابه , وحبل الكذب قصير , ولله في خلقة شئون