انتشرت مؤخراً ظاهرة "كثرة المنظمات الدولية" التي تعني بالمساعدات الإنسانية والخيرية لدرجة تثار معها دواعي الريبة والشك في مصداقية عمل هذه المنظمات الدولية من عدمها. مراقبون ومحللون سياسيون ونشطاء إعلاميون وحقوقيون ومثقفون يرون شبهة مثل هذه المنظمات الدولية التي تتصارع كصراع الدببة في تقديم خدماتها الإنسانية وتستهدف المواطن بشكل رئيسي فيما يتعلق باحتياجاته الضرورية من إنارة ومياه وكهرباء ومجاري الصرف الصحي ومعيشة وغيرها. عمل هذه المنظمات المثير للشبهة يتناغم وينسجم مع الأهمية الاستراتيجية لمحافظة عدن من حيث الموقع الجغرافي الاستراتيجي الهام والتي أصبحت ساحة صراع من قبل الدول الأجنبية في الإقليم والعالم وما تلك المنظمات إلا إحدى الوسائل التي تحقق بها تلك الدول أهدافها في الوطن. يتساءل المواطن أين دور السلطات والاجهزة الأمنية تجاه هذا الانتشار المخيف لعمل المنظمات الدولية والتي يرون ان ظاهر عملها الخير وربما باطنه الشر لاسيما وان ظاهرة جرائم القتل والاختطاف والفوضى والعنف قد غزت العاصمة عدن بشكل مخيف وخطير والأخطر من ذلك حجم الإمكانيات المادية التي تمتلكها تلك المنظمات والتي ربما تخرج عن اطار اهدافها المعلنة في الجوانب الإنسانية الى اهداف اخرى تهدد الحياة الإنسانية باعتبار أن الإنسان هو أغلى رأس مال!! المواطنون في ظل هذه الفوضى الخلاقة يرون انه لابد ان تخضع هذه المنظمات الدولية للرقابة من قبل الجهات المعنية وأجهزة الأمن كي لا تخرج عن الأهداف المتعارف عليها في عمل مثل هذه المنظمات. وينبغي على الجهات المختصة من تقنين عمل هذه المنظمات وان يكون لهذه لجهات حضور بل ومعرفة بكل صغيرة وكبيرة متعلقة بالأعمال التي تقوم بها تلك المنظمات وكفانا ماحل بنا من كوارث الدهر وما نتج عن تدخلات الدول الخارجية في شأننا المحلي حتى أصبحنا تحت الوصاية بسبب هذه المنظمات المثيرة للشك والريبة.