أنا من تراب وماء خذوا حذركم أيها السابلة خطاكم على جثتي نازله وصمتي سخاء لان التراب صميم البقاء وان الخطى زائلة ولكن إذا ما حبستم بصدري الهواء سلوا الأرض عن مبدأ الزلزلة سلوا عن جنوني ضمير الشتاء أنا الغيمة المثقلة أذا أجهشت بالبكاء فان الصواعق في دمعها مرسلة (احمد مطر)
يا لهذا الإعصار في عظمته حين يثور ويزلزل الطغاة ويرعب الجيوش لن يكون صوت لفردا او قبيلة اومتملق او أي كان لن يضاهي شي صوت هذا الشعب في جبروته وهو يهتف بسقوط الأقنعة المزيفة بزيف الوهم يهتف بسقوط الأصنام المرتهنة المتلذذة بأناة الجرحى وحزن الأمهات وعويل اليتامى .
يا لهذا الإعصار وهو شامخ شموخ جبل شمسان الأبي ملتحف الأرض الطاهرة التي لم تدنسها أحذية الغزاة ولم يلوث هوائها فرقعات البنادق ألمخزيه والأيادي الملطخة بدماء طلاب ألكرامه شهداء الحرية ..شهداء الوطن
يا لهذا الشعب العظيم الذي لم ينحني ولم يركع سوى لله عز وجل ولم يهادن ويطلب العفو والمغفرة من جلاده ,ويبدل صدق هدفه بباطل السلطة وزيفها ..أبى أن يشتري حرية كاذبة وسلامه مفرقه من مضامينها مقابل التخلي عن الدماء الزكية التي سالت لتروي شجرة الحرية وتطهر الأرض البكر من دنس وعهر الأغراب أي كانت مسمياتهم وصلاتهم فمن تهون عليه كرامه وطنه ودماء أبنائه يستحق الذل والإذلال غير مأسوف عليه فالأوطان لأتباع في سوق النخاسة, ودماء وأنات ألثكالى لا تشترى إلا بالحرية الكاملة ولأتباع بيع الكباش .
يا لهذا الإعصار المزلزل المدوي بصوت الحقيقة التي تحاسب عفن الخسة والدناءة التي تحاول الاتجار بوطن بيع برخص الأثمان فكانت دماء أبنائه ثمن لعبوديته, ونضال أعلامه الميامين ثمن سيق إلى مزبلة النذالة فشري بها استعماره.
يا لهذه الجماهير الحرة الوفية التواقة للحرية وهي لم تكل وتمل ولم يضنيها عنا السفر وقطع المسافات الطوال لم تلتفت إلى مال وجاه ولم تبحث عن غنميه تقتات منها ومقابل لجهدها وعنائها وشظف عيشها اقل من أن تأوي إلى مضاجعها ومرابعها وهي مكللة بقار النصر او شرف الشهادة, داست على آلامها وجوعها وأوجاعها لأجل الوطن, خيرت بين الذل والكرامة فاختارت ألكرامه وخيرت بين العيش الرخيص او الشهادة والموت تعبدا في محراب الحياة الحرة الكريمة فاختارت العيش بعزه والمضي نحو الخلاص الآتي مستمدة من مآثر هذا الوطن العزيز عنوانا لشرف الانتماء وعدم الارتماء في أحضان قتلته .
