تعالت أصوات كثيرة تتحدث عن حل للقضية الجنوبية وهو الحل الذي بالحوار والجلوس إلى طاولة الحوار وما أدراك ما طاولة الحوار؟! عن أي حوار يتحدثون إذا كان الشعب الجنوبي صغيره قبل كبيره يرفض الوحدة ويطالب بالانفصال فكيف سيكون هذا الحوار؟!
إن من يروجون لفكرة الحوار ليس سوى مجموعة من الوصوليين الذين يقدمون مصالحهم الشخصية على مصالح الغالبية العظمى من الشعب الجنوبي.
فالحوار ليست سوى وسيلة لامتصاص غضب الشارع الجنوبي الذي سيكون فيه الخاسر الأكبر في هذا الحوار لأن المتحاورين باسم الجنوب سيساومون للخروج بمكاسب شخصية ليس إلا ومن ثم ستعود الأمور إلى ما كانت عليه وربما أسواء؟!
إذاً ليس هناك حل للقضية الجنوبية إلا الانفصال لأنه للأسف لازال الإخوة المتنفذين في المناطق الشمالية ومنذ حرب صيف 94م يتعاملوا معنا كما لو كانوا في معركة (أحد) فقد استباحوا الجنوب أرض وإنسان وهجموا وراء المغانم والتي لازالوا يبحثون عنها حتى يومنا هذا.
ولعل البعض لايزال يتذكر ذلك الاكتساح الكبير الذي جرى لأراضي الجنوب عقب انتصار ما يسمى بقوات الشرعية على قوات الردة والانفصال في حرب صيف 94م وكيف تقاسم المتنفذين العسكريين الشماليين ومن حالفهم في هذه الحرب كل أراضي وعقارات ومؤسسات الجنوب ليس ذلك فحسب بل تعاملوا معنا على طريقة الفاتحين وعمدوا إلى طمس كل معلم جنوبي واستبدال أسماء الشوارع والمدارس والمعسكرات والتي كانت تحمل أسماء رموز نضالية وشهداء وطنية ليستبدلوها بأسماء دينية واسلامية وكأننا لم نكن مسلمين إلا عند قدومهم.
فمن ينظر إلى من يخرجون في المسيرات والتظاهرات الجنوبية سيجد أن أكثر من 60% من المتظاهرين أعمارهم لا تتجاوز الخمسة والعشرين عام وهو الجيل الذي خلق في ظل الوحدة.
فهل سأل الإخوة في المناطق الشمالية أنفسهم لماذا جيل الوحدة قد صار حاقد على الوحدة؟!
لقد تربى الجنوبيين منذ نعومة اظافرهم على حب الوطن والوحدة لأنهم كانوا يرددون نشيد تحقيق الوحدة اليمنية كل صباح ابتداء من صف أول إلى أن يتخرج من الجامعة والخدمة العسكرية وهو الذي يعني بأن الجنوبيين قد أسقتهم أمهاتهم حب الوحدة والتغني بها في وسط اللبن على رأي شاعرنا الكبير حسين المحضار (رحمه الله) فكانوا الوحدويون بامتياز ولكنهم صدموا بأن الحلم لم يكن عند البعض إلا نوع من بسط النفوذ والارتزاق وترويج للسلع والبضائع المصنعة في مصانعهم؟!
والسؤال هنا هو كيف للحزب الاشتراكي اليمني الذي كانت قيادته بأنها وحدة أكثر من (22) مشيخة وكيان في كيان واحد لنراها في (22) مايو 90م وقد ادخلت هذا الكيان في وحدة مع أكثر من ألف مشيخة وكيان.
غبي ومكابر من كان ينظر إلى إن النظام الحديدي الذي كان يحكم في الجنوب سينتقل بعد الوحدة للحكم في الشمال فمتى كانت (الجربة تطغو على البحر).
ومن الآخر نقول مالها إلا الانفصال وأي مؤتمرات وحوارات ليس سوى مضيعة للوقت؟!
بس ليس ذلك الانفصال الذي يرى فيه البعض طرد كل (شمالي) وطئ الجنوب بعد مايو 90م بل إن البعض يطالب بطرد شماليين سكنوا الجنوب من قبل أكثر من خمسين عاماً وهذا المنطق المفروض فمعروف أن أكثر من قدموا من الشماليين إلى الجنوب عقب الوحدة الموقعة في عام 90مهم من المغلوبين على أمرهم والطبقات المقهورة الفقيرة وهم في الأول والأخير مواطنين ليس بيدهم شيء ولكي نكون حقانيين وعادلين ونجعل الكل يتعاطف مع ثورتنا ومطالبنا فعلينا أن نعلن التعايش مع هؤلاء ونعتبرهم في حالة (الانفصال) مواطنين يمنيين جنوبيين شريطة أن يخضعوا لقوانين ونظم الدولة الجديدة التي سيعيشون فيها التي سنوفر لهم الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية.
نأمل أن يلتقط العقلاء الفكرة والمقترح لما له من صلاح لثورة الجنوب السلمية؟!