فخامة الرئيس برغم كل الصعاب والتحديات والمنعطفات التي مرت بها اليمن قبلت أن تكون قائدها قبلت أن تكون رئيسا لبلد معظم جيشه وولائه لسيده وقائده الأسبق وجمعت كل الفرقاء بطاولة واحدة بكل ألوانهم وأشكالهم وانتمائهم ومع ذلك احتجزوا جسدك ونسوا عقلك وإرادتك فلاحقوك بكل جيوشهم ومدافعهم وطائراتهم، فستعنت بأفضل الخيارات لصد جحافلهم وخدمة القضية الجنوبية أكثر من رموزها خلقت التوازن العسكري والسياسي للجنوب بل وفاق التوزان!! ومازالت إنسانية القائد تحاورهم بالداخل والخارج.. ومع ذلك لماذا مزقت رسالتي!! فخامة الرئيس لو تعلم كم عانيت وأنا أكتب رسالتي لم تكتب بدقائق أو مضاهاة رسالة الماجستير وأطروحة الدكتوراه.. منذ 30 عام وأكثر وأنا أكتبها محافظا عليها من الضياع برغم سقوط منطقتي تارة بيد القاعدة وأخرى بيد الحوثة وتارة بيد جماعة مسلحة وتارة .. الخ تشردت من منطقتي ودمر منزلي واحترقت مزرعتي وتلوثت أرضي وأهانه كرامتي بطوابير أغاثتي وضاعة هويتي وجنسيتي فأصبحت نازح ،، ولكن لم تضيع رسالتي ولم أتوقف عن كتابتها أستعنت بجميع الوسائل والإمكانيات برغم الاحباط من الأهل والجيران والأصدقاء فجميعهم يعانوا نفس المعاناة بل وأسوا بكثير.. فخامة الرئيس قل أنك لم تقرأ رسالتي أنها لم تصلك خفف عني فتمزيقها لم يستوعبها عقلي وجسدي وبقاياء ذاكرتي ،، قل أنها موجوده ولم تمزق دعني أنتصر لنفسي من صراخ أطفالي وعتمد الظلام الدامس والحر الفائد والقادم وأتفاخر أمام الكهرباء بأنها مجرد سبب للموت وليس الموت ! دعني أذهب منتشي معزيا أهلي وجيراني بفقدان طفلهم الرضيع من مرض الكوليرا وأنه سبب للموت وليس الموت! فخامة الرئيس.. لماذا مزقت رسالتي؟! فلقد أطعمتها من صحتي وتحملت ألمي فلا يوجد بمنطقتي طبيب أو مستشفى أو مرفق صحي حتى أشكوا له وجعي!! وأنفقت عليها كل راتبي وأيامي أكتب سطورها حتى أحظى بما تحمله من حظوة تجنبني طابور البريد اللانهاية ونفاذ الفلوس قبل الصرف!! ومساوة راتبي بدرجة نائب وزير أو عامل خدمات في بعض المرافق!! فخامة الرئيس .. أن تمزيق رسالتي يعني أستهلاك كل أوراقي فيها قصة حياتي ومنطقتي ورسم مفصل عن شوارعها ومرافقها وبنيتها التحتية فيها خارطة مكتبي ومنزلي حتى وان كنت بدون بمكتب ومنزل !! فيها حالي ومستقبل أولادي فيها كل من قتل أو خطف فيها كل من سيتم تغيره لموقفه وليس لعمله !! فيها أسعار كل العملات مقابل الريال اليمني واسعار المواد الغذائية والغير الغذائية وثبات سعر حياة الأنسان مقابل قيمة الرصاصة الصيني أو ما يعادلها!! رسالتي فيها الكثير فهي حصاد حياة أنسان.. بل حصاد وطن عذرا فخامة الرئيس.. أحقا رسالتي إليك تمزقت؟!