هناك بعض السادة انتقدوا ردي بأدب على فضيحة بن لزرق، و انا احترمهم لذلك، و كانت حجتهم اننا يجب أن نحترم "حرية الكلمة"، و ان القضاء هو المسؤول على محاسبة المخطئ، و لكن للاسف الشديد من واقع التجربة اجد ان هنالك خلط ما بين حرية التعبير و قلة الادب فالقاعدة الاساسية تقول ان حريتك تنتهي عندما تبدا حرية الاخرين بالاضافة ان الحرية و الانتقاد لهما قواعد و ادب و اسس و الا كيف يكون النقد و النقد البنّاء؟ *** نعلم ان لكل إنسان اراء و قناعات حول امور كثيرة قابعة في النفس البشرية هذه الافكار ليست محل رقابة او تقييد و انما هي تُعّبر عن جوهر الحق في اعتناق الاراء، و لكن علينا عدم المساس بحقوق الآخرين و سمعتهم، و هذه الكلمة "السمعة" هي التعبير الوحيد الذي ورد في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية اما باقي الحقوق التي وردت كان الحديث يتم عن حقوق الاخرين فقط. *** أعيد و أكرر لمن انتقدوا موضوعي إن حق التعبير و الرأي حق مقدس لا يمكن مصادرته، او التضييق عليه، و في المقابل لا يجب لأحد أن يتعسف في استخدام هذا الحق كأن يتطاول أو يسب أو يسقط أو يحتقر الاخرين بحجة ممارسة حقه في حرية التعبير.
و أرى إذا قررنا محاسبة بن لزرق قانونياً، فيجب الاعتماد على هذه المبادئ: أولاً: اذا كان غالبية المجتمع الجنوبي يرون طريقة التعبير غير مقبولة ثانياً: اذا كانت طريقة ابداء رأي بن لزرق لا تعارض القوانين في الجنوب ثالثاً: اذا كانت طريقة عرض رأي بن لزرق تتحلى بصفات مؤدبة و محترمة.
الخلاصة: أزعم ان بن لزرق خانه التعبير أكثر من مرة في مواضيعة، و إن كان يكره الإنتقالي فليوجه إنتقاده للإنتقالي، و ليس للجنوب، و هذه خطيئته، و بإمكانه الإعتذار للجنوب العربي لأنني أرى أنه يجب ان نفرق بين حق التعبير و بين طريقة عرض التعبير، فحق التعبير حق مطلق، و لكن قلة الأدب و شتم وطناً له كيانه فإنها تعتبر أبعد عن الأدب، أي حرية تعبير يجب ان تضع إعتباراً لسمعة الاخرين، و النظام العام ، و أمن البلد. تمنياتي أن يعتذر بن لزرق و اتمنى ان نعلن هاشتاج #يجب_إيقاف_جريدة_عدن_الغد_الصفراء