حالة الصخب العارمة التي تجتاح لبنان والمطالبة بأسقاط النظام السياسي اللبناني آخذة في التوسع وتنذر بعواقب كارثية وخيمة مالم يتمكن اللبنانيون سلطة ومعارضة من الخروج بلبنان من معمعة هذه الفورة الغاضبة الى شاطئ بر أمان تتوافق عليه جميع الأطراف اللبنانية المرتبكة من تداعيات ماتداعئ منظري التغيير العربي على تسميته بالثورة اللبنانية . ولا شك ان مطالبات الشعب اللبناني وبالأخص منها مايتعلق بمستوى المعيشة والوضع الاقتصادي لاشك أنها مطالبات ضرورية ومشروعة في ظل فشل ذريع ومتراكم للحكومات اللبنانية المتعاقبة ولعقود طويلة وهو ما فاقم من الوضع الاقتصادي المنهك والمعيشي المتردي للبنانيين .
لبنان بلد طائفي سياسيا وأهليا ، واللبنانيون جربوا ويلات الحروب الأهلية المدمرة ودفعوا اثمانا باهظة لويلاتها ومآسيها ، تجاوز الفرقاء اللبنانيون الحرب الأهلية اللبنانية بالتوقيع على "اتفاق الطائف" والذي كرس وبقوة للطائفية السياسية في لبنان وان كانت معضلة إلا أن أمن واستقرار لبنان في تقديري لم يكآ ليستقر لولاها .
ولا يمكن تحميل طائفة سياسية بعينها المسئولية الكاملة عن مايجري اليوم من أحداث متسارعة في لبنان تقوض وتهدد السلم الأهلي اللبناني ، كل الطوائف السياسية اللبنانية مسئولة عن مايحدث في الشارع اللبناني ، بيد ان المؤشرات المغلقة لحالة الصخب أو بمعنى أدق لفورة الغضب الشعبي في لبنان لا تبعث على الاطمئنان ولا تدعو للتفاؤل في ظل إنعدام كامل للثقة بين الشعب والحكومة والنظام السياسي بجميع طوائفه السياسية .
أجراس الخطر في لبنان توشك أن تقرع ولا يمكن إيقافها إن هي قرعة ، التداخلات الإقليمية الحادة في لبنان وارتهان الفرقاء السياسيين اللبنانيين لها إحدى أهم أخطار اجراس الخطر القادمة الى لبنان ، لا يمكن ان تكون حادثة خروج تظاهرة عفوية لنساء لبنانيات احتجاجا على رفع تسعيرة النت حادثة عفوية عابرة وهي التي تسببت فيما بعد بتصاعد فورة الغضب اللبنانية .
لبنان على محك خطر ، اللبنانيون وبدون وعي يمررون مخطط خطير يستهدف أمن واستقرار لبنان ومقاومته الإسلامية واسرائيل ليست ببعيدة عن مسرح الأحداث ، السيناريو السوري بالضبط مايراد للبنان ان تلاقيه ، تدفق السلاح وضخ المال وتسلل المقاتلين المرتزقة الى لبنان امر متوقع لإحراق لبنان تماما مثلما أحرقت سوريا ، أي امة هذة تطلق النار على نفسها خدمة لأعدائها !