بكل بساطة وكما تعودته .. لم يكن ليغيب حينما يسمع أنين شخصية رياضية وانسان .. غاب عنه الجميع .. بدون معاد ويوجد لنفسه حيز حيث يغيب الاخرون على خارطة افعال الخير. صوت الإنسانية المعتاد وروح العطاء المنتسب الى أخلاق الأباء والاجداد .. بادرني بسؤال عن حال الاستاذ محمد يسلم البرعي الذي يتوجع , أمام حالة جحود من الجميع وفقا لحالة مرضية الزمته منزله وحال مزري تفرضه ظروف الرجل المنهار مع إنهيار كل القيم وغياب الدولة ورجال القرار , بتلمس كثير من الحالات التي قهرها الزمن وأسقطها أرضاً. رياض عبدالجبار الحروي .. الأسم "الجبار" في مسارات الإنسانية وحالة الجمال التي تفرض سلوكيات نادرة .. دالة على الخير وروح العطاء المغروسة فيه من وصايا الأب "رحمة الله عليه".. ربما تغضب هذه السطور الرجل الذي اعتز فيها صديقا وانسانا .. بتناول مساعدته الانسانية " للبرعي" الذي تحدث عنه الجميع وما يعانيه مع ظرف خانق نتيجة مرضه وحاله الذي يصعب على الجميع الا سلطات القرار في مفاصل الدولة ، بعدما ظل هؤلاء في بيوتهم نتيجة دمار الوطن وحرب عبثية لم تبقي لعدن شيء. من لا يعرف "البرعي" الصوت الذي صدح من لسنوات مرافقا للزمن الجميل ومباريات كرة القدم وترحل من محافظة إلى اخرى .. فرض عليه البقاء في البيت بعد انهيار تلفزيون وإذاعة عدن بسبب الحرب والتدمير الممنهج .. تكالبت عليه الظروف وانهارت قواه , وهاجمه المرض .. فوقف في محطة عجز لا يقوى فيها على مواجهة متطلبات الذهاب إلى المشفى ودفع التكاليف. صرح الرجل وعبر عن حاله عدد من الزملاء في المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الإجتماعي .. فكان الموعد الجامع يضع روح وانسانية"الحروي" ليلامس بعض ما يحتاجه الرجل المريض الذي تخلى عنه الجميع .. فكان له موعد آخر مع عطاءه صوب كل الناس وليس الرياضيين وحدهم. تبقى أخلاق رياض عبدالجبار الحروي "نموذج" خاص فيها منهجية الفكر الراقي التي يتجاوز بها الحدود دون انتظار كلمة شكر.. فالامر حالة خاصة وسلوك معروسة بين ثنايا شخصيته تركها فيه "والده" رحمة الله عليه. باسم "البرعي" وكل الرياضيين .. لك التحية لمواقفك الكبيرة .. بارك الله روحك وأدام عليك عطاياه .. انت ايها الرائع "رياض الحروي"