يبدو أن الشفيع العبد متمسك بعبوديته ليس ل لله وحده فقط وإنما خالطها بعبودية من نوع آخر تحكمها الحاجة المرتبطة بالمصلحة الشخصية ولم يغادرها بعد وأن الدويل لازال دويلاً أي إنه قديم يعيش ماضٍ مسكون فيه يستجره لم يستطع مغادرته أو أن يقوى على التَغُير أو التَجدُد والمواكبة فلكلُ إمرءٍ من إسمه نصيب ومعهم من هم على شاكلتهم المسبحون بحمد ولي النعمة بالغداتِ والآصال لهذا فقد صدق فيهم المثل القائل (عمياء تخضب مجنونة) وكما يقال إن الناس على دين ملوكهم لذلك لا ريب إذ وجدتموهم يهيمون في وادي آخر خارج الإجماع، لهذا دعونا نسألهم. ما القصد من إثارة كل ذلك الصخب فيما ذهبوا إليه ؟وإلى أين متجهين بالوطن الجنوبي وأهله وقضيته المركزية ؟ماذا يريدون بالضبط؟وإلى ماذا يهدفون؟ومن يقف خلف ذلك العمل؟وتناولهم الغير موضوعي أومبرراً أخلاقياً؟ بالذهاب لنبش ماضٍ مثخن بجراحاته وصراعاته في هذا الوقت تحديداً بعد مرور كل تلك السنوات وبعد أن تصالح وتسامح الناس وإن كان يسود ذلك بعض النتوءات بين الفينة والأخرى بفعل تلك العقليات المُتسلطة والمُتصلبة العقيمة المُتقلبة والمُتخلفة الشبيهة بما هم فيه اليوم حد التجانس والتطابق إلا إن القادم كفيل بتشذيبة وتثبيته في الواقع والنفوس. نعم نعلم إن الخلافات والصراعات الجنوبية /الجنوبية دفع ثمنها الجميع وأن المهزوم فيها هو الوطن الذي تم تسليمه قوى الرجعية والتخلف الشمالية لقمة صائغة بالنتيجة وليس الأشخاص وحدهم من تضرر وإن كانوا بإقل حِده فكانت تلك الأحداث بمثابة القشة التي قصمت ظهر الجنوب والجنوبيين كافة وعلى إختلافاتهم وستظل تأريخ يُتلأ لأخذ العِضة والعبرة منها ومن كل دروسها،لكن الغريب في الأمر محاولة إستجرارها وإستثمارها بما ليس محله أو أن يكن فيه من التوفيق والحصافة أو ما يبرره على سبيل الإستفادة لكنه بالتأكيد له ما بعده. إن المُستَغرب في تناول هذا الموضوع الشائك تسليط الضوء وبشكل هجومي على الجنوب وقادته من فيما أُصطلح بتسميتهم (بالطغمة والزمرة) حصرياً وعدم الإصغاء لصوت العقل الذي ذهب للمناشدة بالفرملة وعدم جواز التعاطي مع موضوع كهذا ليس خوفاً لكنه تقديراً للأوضاع السائدة في الوطن إن كنتم تعتقدون إنه وطنكم حقاً ويقيناً لكن تلك المناشدات قد زادتهم غيا ًوعناداً وتمادياً فذهبوا للقفز وبنيةٍ مبيته فوق حروب مدمرة وجراحات لازالت غائرة 1994و 2015 الماساوية الكارثية بكل مقاييسها ومابينهما وما تلاهما وما قبلهما من حروب شمال/ جنوب منذ مطلع السبعينات وحروب والمناطق الوسطى شمالا وأثارها المُلقية بظلالها حتى اللحظة على الأرض والإنسان بشئ من ردة الفعل والإنتقام المقصودة والموجه. أيها المغردون في سراب بقيعة وخارج سِرب الإجماع لقد كان الأجدر بكم أن تذهبوا للمساهمة في تراص الصفوف ولم الشمل ووحدة الكلمة في هذه الظروف العصيبة ومساعدة تلك النفس الأمارة بالسوء أولاً ووطنكم وأهلكم ثانياًفي تجاوز ذلك الماضي المؤلم وبكل مآلاته وما أفرزه في الواقع والعقل والوجدان من نتائج وتضميد جراحاته لا الذهاب لنبشها عمداً وعن سبق إصرار وشحذ الهمم لمواجهة العدو الغاشم الذي يعد جيوشه لإحتلال الأرض بتحالف وأضح بين قوى الشمال جميعاً فأبيتم إلا أن تكونوا أبواقا لهم تلتقوا مع طابورهم لم تستفيدوا من ذلك الماضي الذي تحاولون نبش قبوره فوق رؤوس الجميع. عود للتأكيد أن هذا ليس وقته، فالوطن يمر بأصعب وأخطر منعطف في تاريخه(أما أن يكون فيه أولايكون ولو إقليم بعينه)بدلاً من الذهاب الممنهج لتمزيقه وتشتيته تحت يافظة الأقلمة الاتحادية التي يتبناها من تناصروهم مدعي الشرعيه المحنطة فذهبتوا لتقديم خدماتكم لهم بتركهم جانبا وبمناءاَ عن كل تلك الصراعات ًبما فيها أحداث يناير 1986م وفي وقت أن أصابع الاتهام كانت قد وجهت يومها مباشرة لقيادة الشمال في كونهم الدافعين بها وشركاء فيها وبشهادة العديد من القيادات السياسية والمجتمعية على ذلك الحدث ومقدماته في حينه وهم لازالوا على قيد الحياة فوقتها أنتم كم كانت اعماركم الشخصية؟لذلك أشك إن تكن تلك خدمة مجانية من جانبكم وفيها من الحرص لاستجلاء التأريج وتنقيته مما علق به. أن ما تروجون له من طلب القيادة الجنوبية في عدن بإخراج الطرف القيادي الجنوبي الآخر من صنعاء كشرط للوحدة تم نفيه من ذوي الشأن الموجهة لهم أصابع إتهامكم وعفاش معاً واتضح إنها من الاعيبه وتأمره المبكر على الوحدة وعلى كل القيادات الجنوبية لشعوره بالنقص المُركب أمامهم منطلقا من مفهومة الخاص إن الساسية تأمر وخداع وخيانات وتغليب القبيلة على الدولة لاستمرارية سلطته نتيجة لجهله إلا إنكم لم تُحكموا العقل و تعاملتوا مع منتقديكم تحت مبدأ التصميم المُسبق وإن خير القول وأصدقه ما قاله الدافع وليس ما إنبثق من حقائق الواقع. أنتم لاتبحثون عن تأريخ ولاعن حقيقة أو توثيق فتلك كلمات باطنها وظاهرها عذاب وفتنة في هذا التوقيت الحرج يُراد من خلالها باطلاً أكبر وأشد مما سبق وعن دورة صراع دموية جديدة بين الإخوة لكسر شوكتهم وإضعاف قوتهم في مواجهة إستحقاقات القادم وتبحثون عن جنازة تَشبعون فيها لطم على طريقة التعبير المصري،فقيل قديما ًأن(الفسل يتمنى الحرب مرتين) وإنني إذ أخَالكُم ُمن هذا الصنف مع إعتذاري الشديد لكل ماذهبت اليه في موضوعي هذا. التأريخ وتدوينه له رجاله المختصين المحترفين لستم أنتم أو أن تكونوا في يومٍ منهم فلماذا كل هذا العبث والنعيق. لذلك أجزم إن هناك أمرادُبر بليل يقف خلف أكمته من يدفعكم للخوض في غمار ما أنتم فيه من غي ومحاولة زرع الشقاق البينيٍ لاشك إنه مدفوع الأجر. إتركوا سفينة الوطن تمضي لتشق وتعبر طريقها بين عُباب وأمواج البحر المتلاطمة لترسو على اليابسة بسلام وأمان ولكم ما تريدون وماتشتهون أنتم ومن تتبعون فلكل حادثٍ حديث ولكل مقام مقال وفي أجواءٍ ديمقراطية خالية من التوترات والشحناء والصراع كما أتصورها وقتذاك تفضلوا مُرحباً بكم وبأرائكم وسيدلي الجميع بشهاداتهم للتأريخ إزاء كل المنعطفات وصانعيها دون تحفظ إن كان ماتعتقدوه أن بعض فصوله مُغيبه أوأنهاغُيبت قصراً وبعناية المنتصر. إن ما ذهبتم إليه لا يندرج في إطار حرية الرأي الأخر الموضوعية وكتابة التاريخ كلا وإنما يأتِ في إطار إيقاظ فتنة نائمة ستأتي ب فتنة وبمفسدة كبري لذلك فتركها أولىّ ومقدم على جلب المصلحة شرعاً وقانوناً أيً كانت مادية أو معنوية دنيوية أو أخرويه وإن ماذهبنا إليه في هذه السطور هو الآخر لا يدخل في إطار التخوين أو المناكفة الذي قد يتصورها البعض لكنه لا يخرج عن المناصحة وإقامة الحُجة والمكاشفة وتقديم مصلحة الوطن وأهله فوق كل الإعتبارات والمصالح الزائلة فليس المجال مناسب أو إنه يتسع لكتابة أو تصحيح ماتودونه من تأريخ والله من وراء القصد.