تعد الأمية مشكلة خطيرة تقتضي جهداً عربياً ومحلياً مشتركاً لمواجهتها لأنها دليل التخلف والجهل حيث كانت ومازالت تتحدى إرادة الأمة وتعيق جهودها في الوصول إلى التقدم ومتابعة التطورات الحضارية في كل المجالات ولهذا فقد قررت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الأليسكو من خلال الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار أن يكون يوم الثامن من يناير من كل عام هو اليوم العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار يحتفل فيه بالجهود الحثيثة لمحاربة هذه الظاهرة الخطرة وتقف كل الأجهزة المعنية وقفة تأمل ومراجعة لخططها وبرامجها ومن المعلوم أن الأمية لاتقتصر على البعد الأبجدي (مجرد القراءة والكتابة) ولكنها تتجاوز ذلك إلى البعد الثقافي والحضاري الأهم حيث يكون المواطن مدركاً لحقوقه وواجباته ولما يدور من حوله في هذا العالم ليسهم بفعالية في كل أوجه الأنشطة الحياتية متسلحاً بالعلم والمعرفة وفي هذا اليوم يجب أن يتذكر كل مواطن عربي أهمية التعليم لأن العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة فظاهرة الأمية ترتبط بالإنسان وتكوينه ومدى قدرته على المشاركة الفاعلة في عملية التنمية الشاملة من أجل النهوض بالبلد وبناء مجتمع متطور ولأن الأمية منابع فعلى الجميع المساهمة لسد هذه المنابع وتجفيفها وتتمثل في تعميم التعليم العام الإلزامي ليشمل كل الأطفال الذين هم في سن المدرسة ومحاربة التسرب بكل الوسائل الممكنة لأنه رافد خطير للأمية. أن الذين يتركون المدرسة يعودون أميين أو شبه أميين وقد بلغت نسبة الأمية في اليمن في آخر إحصائية لعام 2013م من قبل منظمة اليونسكو 43% مايعادل تسعة ملايين شخص لايقراءون ولا يكتبون وهنا تتجلى أهمية وضرورة وسرعة تضافر الجهود وتوحيد الطاقات وتكاملها من أجل مواجهة هذه المشكلة والآفة الكبيرة وفق منظومة عمل متكاملة وجادة وحقيقية بإعتبار أن الأمية دليل التخلف والجهل وسبب تأخر المجتمعات والأمم من اللحاق بركب التطور والتقدم الحضاري في شتى المجالات