عندما تأتيك دعوة أو تذهب مع صديق إلى مجلس أحد كبار السياسيين في بلادنا تتفاجأ مما تشاهده وتسمعه . في مجالسهم ترى البذخ والترف الذي يعيشون فيه ويميزهم عن ملايين البسطاء في هذه البلاد .
وفي مجالسهم ترى اجتماع من تظنهم خصوماً خصومة تصل إلى حد العداء !! .
كل واحد منهم يوهم الملايين من البسطاء أن لديه مشروعاً وطنياً يحقق لهم أحلامهم .
والحقيقة أن كل واحد منهم يحمل مشروعاً يحقق له مصالحه الخاصة واحلام أبنائه وعائلته على حساب الوطن والمواطن .
في مجالسهم تجد الإصلاحي والمؤتمري والاشتراكي والحراكي وغيرهم مجتمعين في جلسة قات من النوع الفاخر والمزاج العالي .
فتسمع هذا يتحدث عن رحلاته في دول الشرق وذاك يتحدث عن رحلاته في دول الغرب .
وترى اثنان منفردان في زاوية المجلس يتحدثان عن أعمالهما التجارية وكيف يدخلان مع بعضهما في شراكة ليحققوا لأنفسهم وأولادهم مزيداً من الثراء .
فيما أولئك الثلاثة في الزاوية المقابلة يقايضون بعضهم في وظائف الدولة ( وظف ابني و أوظف ابنك ) !!
في مجالسهم ترى المحبة والألفة المبنية على المصالح الذاتية المشتركة بينما تركوا أبناء الشعب يتصارعون ويتقاتلون فيما بينهم سواء على جبهات القتال أو في عالم الانترنت الافتراضي .
عندما تحضر مجالسهم وترى حقيقتهم يتبادر إلى ذهنك عدة أسئلة /
هل هؤلاء الناس من هذا البلد وينتمون لهذا الشعب المطحون !؟ هل هؤلاء الناس يستمتعون بمعاناة الشعب وعذابهم !؟ وأخيراً هل هؤلاء الناس مسلمين حقاً يخافون ربهم ويخشونه !؟