مطوية هي الأشرعة ... و كل السبل إلى عينيكَ ... مغلقة ... و غير مقنعة ... حتى السفينة ... أنزلت مرساتها ... و أفرغت الأمتعة .... فدع عنك الوهم ... رحلة كهذه موجعة ...
لا تنتظر ... حتى الميناء ملّ الانتظار ... مسافر قادم ... مسافر مغادر ... حقائب هنا ... حقائب هناك ... محمّلة بالشتات ... و يطوي البحر في موجاته حكايات ... أغلق كتابك ... إن الريح عاصفة ... تمزق الصفحات ...
سيدي القبطان ... هلّا أعطيتني سيجارة ... أنفث الوجع ... و أتنفس فيها بقايا الحنين ؟ أنا يا سيدي ... و منذ غادرت منزلي الصغير في القرية ... و انطلقت نحو الكون ... حزين ...
غريبة كل الوجوه ... التي رأيتها ... و مالحة كل المياه التي شربتها ... حتى الغيوم شاحبة رغبة القيء تجتاحها ... على أرصفة العتب ... تسأل نفسك ... بعد الرحيل ... ما السبب ؟! ...
أغنية قديمة .... تخترق الذاكرة ... كالمراكب العابرة ... ( ريحة أراضينا ياريس ... عم بتادينا يا ريس ... امش و طر بينا ... من مينا لمينا .. ودينا بلدنا ... تا نشم ترابا .... ياريس .. ) لا شيء غير التراب ... يحبك مثل البحر ... و يدعوك للغياب ...
ممزقة ملابسك ... و أثار الرطوبة بادية عليها ... و قطعة خبز يابس ... فتتها بيديك ... ترميها للنوارس و الطيور ... وحيد و داخلك ... كوكب مهجور ... غريب أنت عن هذا المكان ... ضائع منذ عصور ...
يا سيدي القبطان ... كرهت البحر ... كرهت العيش على هذي السفينة ... و السير بلا بوصلة ... أي حياة يكتبها الموج ... و رقابنا تحت المقصلة ...
يا سيدي القبطان ... ما الحياة إذاما فقدنا الأمان .. إذا ما تشابهت الدروب ... و صار الحلم مستحيل ... لا أعرف ماذا أريد ... خذني معك ... فأنا مثلك ... بلا مكان .... حتى على اليابسة ... ما أنا إلا عابر سبيل ...